محمد بن سلمان .. السعي لإسقاط منافسيه
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن السلطات السعودية قامت بالإفراج عن عدد من الأمراء الذين تم اعتقالهم مؤخرًا، مؤكدة بأن حملة الاعتقالات كان الهدف منها تحذير ولي العهد محمد بن سلمان لهم في سعيه لزيادة نفوذه في الحكم.
ومضت الصحيفة في تقريرها بحسب موقع (البث ميديا) اليوم الإثنين، أن محمد بن سلمان يسعى أيضًا للإطاحة بخصومه وبكل من يخالفه الرأي، وأن السلطات السعودية بدأت هذه الحملة لمواصلة حملة سابقة منذ أكثر من عامين طالت أفرادًا في الأسرة الحاكمة ومسؤولين في وزارة الداخلية وكبار ضباط الجيش، وذلك بصدد السيطرة الكاملة على الحكم.
وفي تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الذي أعده جارد ماسلين وسومر سعيد، قالا فيه إن عملية الإفراج تزامنت مع جهود السلطات لتبديد التكهنات حول صحة الملك سلمان (84 عاما) والذي ظهر في صور وأشرطة فيديو في حالة صحية جيدة.
مؤامرة انقلاب
ونقلت الصحيفة الأمريكية أمس الأحد- نقلا عن مصادر في النظام السعودي- قولها إن دائرة الاعتقالات قد اتسعت، مؤكدة أن كبار أفراد العائلة الحاكمة حصلوا على أدلة “مؤامرة الانقلاب” التي جرى التحضير لها.
بدورها نشرت وكالة أسوشتيد برس تقريرًا لمجموعة أوراسيا المتخصصة بالأبحاث تؤكد فيه أن اعتقال “الأمراء” في السعودية خلال الأيام الماضية، ما هو إلا خطوة استباقية لانتقال السلطة من سلمان بن عبد العزيز إلى ولي عهده محمد بن سلمان ، وبحسب التقرير فإن ابن سلمان يتخوف من أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف ولي العهد السابق، لأنهما يشكلان بديلا له لتسلم السلطة.
حالة من الغموض
وتناولت صحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز الأميركيتين نقلتا عن مصادر مطلعة أنه تم اعتقال أمراء في السعودية، وأكدت المصادر على اعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز وولي العهد السابق محمد بن نايف.
وذكر موقع (الجزيرة نت)، أن حالة شديدة من الغموض تشهدها الأجواء السعودية منذ يوم الأربعاء الماضي، بشأن أسباب ودوافع اعتقال عدد من أمراء السعودية التي تأتي بعد نحو عامين على الموجة الأولى من اعتقالات طالت العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الثروة والمال في المملكة.
قلق محمد بن سلمان
وقدم حساب “العهد الجديد”- المشهور بتسريب معلومات سرية عن النظام السعودي– اليوم على موقع تويتر، معلومات جديدة، قال إنها السبب في دفع ابن سلمان لهذه الخطوة، وقدّم الحساب معلومات إضافية حول الأسماء التي تم اعتقالها.
وقال الحساب، إن محمد بن سلمان رصد حوارات بين عمّه أحمد بن عبد العزيز، ومسؤولين أمريكيين، تم خلالها تداول نوايا إبعاده عن المشهد.
وتابع بأن “هذه الحوارات كانت قد وصلت لمراحل متقدمة، قبل أن تُرصد وتوثق، لتقدم كدليل خيانة عظمى ضده”، وبحسب المصدر فإن أحمد بن عبد العزيز كان يظن أن الضمانات الأمريكية والبريطانية، التي عاد من خلالها للمملكة في تشرين أول 2018، ستحميه من الملاحقة، وقام بعقد اجتماعات في مزرعته مع الأمريكان، إلا أن تفاصيل اللقاءات سربت عن طريق مستشار الرئيس دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنر.
الاعدام أو السجن مدى الحياة
وطالت الاعتقالات بحسب الصحف الأميركية، الأمراء أحمد بن عبد العزيز وولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيقه الأمير نواف بن نايف، لكنها لم تجزم حتى الآن بشأن دوافع هذه الاعتقالات.
ومضت صحيفة وول ستريت جورنال في تأكيدها بأن احتجاز الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف له صلة بمحاولة انقلاب مزعومة.
وأضافت أن السلطات تتهم الأميرين بالخيانة العظمى، وأنهما يواجهان عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.