آثار كورونا .. العالم مهدد بمجاعة كالتي ذُكرت في التوارة

نساء من الصومال في انتظار المساعدات \ Voice of America
0

لا يزال خبراء يتحدثون عن آثار جائحة كورونا التي ضربت العالم أجمع في الأشهر الأخيرة مسببة ركودًا اقتصاديًا عالميًا، الأمر الذي أدى إلى حدوث اضطرابات صناعية، فضلًا عن القضاء على ملايين الوظائف والمزيد من أوجه الفقر، مما قد يتسبب في حدوث مجاعات تشبه ما ورد في قصص التوارة.

ونقل موقع (الجزيرة نت) عن صحيفة واشنطن بوست تقريرًا نشرته اليوم السبت، رصدت من خلاله الاضطرابات الاقتصادية التي تحدث في العالم حاليًا وتوقعات ما قد يأتي بعد ذلك.

أكبر انكماش اقتصادي

في شهر أبريل المنصرم، توقع صندوق النقد الدولي أن يشهد الاقتصاد العالمي تراجعا بنسبة 3% العام الجاري، وهو أكبر انكماش له منذ الكساد الكبير.

وفي الأسبوع الماضي، راجع الصندوق تلك التوقعات، قائلا إن الركود العالمي سيكون أسوأ بكثير مما كان يعتقد سابقا، وعدّل توقعاته تلك لتصبح 4.9%.

وقال جاستن سانديفور، الزميل الأول في مركز التنمية العالمية للصحيفة، إن التوقعات لا يمكنها أن تروي إلا جزءًا من القصة، مضيفا أنهم لا زالوا يعتمدون في الغالب على التوقعات، وليس على الأرقام الحقيقية.

مجاعات متعددة

يوم الاثنين الماضي أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه سيزيد كثيرا مساعداته الغذائية لخدمة ما يصل إلى 138 مليون شخص هذا العام، مع زيادة عدد الجوعى بسبب آثار فيروس كورونا والإغلاق وفقدان الوظائف نتيجة للوباء، واصفا ذلك بأنه أكبر عدد من الأشخاص الذين يغيثهم من الجوع في عام واحد منذ إنشائه عام 1961.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيسلي في أبريل الماضي قد يبدو خيار البقاء في المنزل من دون نقود أو طعام بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون ضعفا في الأمن الغذائي أكثر خطورة من الإصابة بالفيروس، مضيفا أن العالم قد يتعرض في غضون أشهر قليلة لمجاعات متعددة، ذات أبعاد تشبه تلك التي حكت عنها التوراة.

آثار على التعليم

وعلى صعيد آخر، كان أكثر من 1.5 مليار طفل في العالم تعطلت دراستهم بحلول أواخر مارس الماضي. وتوقع تقرير من “صندوق ملالا” في أبريل الماضي أن ينهي هذا الوباء أو يؤخر بشدة التعليم الثانوي لـ10 ملايين فتاة في العالم، مشيرا إلى أن دراسات وجدت أن وباء إيبولا تسبب خلال عامي 2014 و2016 في ترك أعداد كبيرة من الفتيات المدرسة دون عودة في غرب أفريقيا.

وحذرت منظمات صحية نسائية من أن القيود على الحركة المفروضة حاليا في العالم يمكن أن تحد من قدرة ملايين النساء على الوصول إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة ووسائل منع الحمل، وقد تكون لذلك آثار طويلة المدى على مواردهن المالية.

خسائر السياحة

في مارس الماضي، بدأت شركات الطيران قطع الرحلات الجوية وإنهاء عمل آلاف الموظفين، وأغلق بعضها بالكامل، ويحاول الخبراء الآن قياس التأثير الكامل لخسائر السياحة على الاقتصاد العالمي.

وحذر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الأربعاء الماضي من أن صناعة السياحة العالمية في طريقها لخسارة ما لا يقل عن 1.2 تريليون دولار بسبب آثار كورونا ، وإذا استمرت حال السفر على ما هي عليه على مدار عام كامل، فقد تصل الخسائر إلى 3.3 تريليونات دولار.

وتعتمد ملايين الوظائف على السياحة، التي ترتبط بقطاعات تشمل الطعام والترفيه. وحذر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أيضا من فقدان ملايين الوظائف في قطاع السياحة والقطاعات المرتبطة به.

انكماش اقتصادي مدمر

وتتعرض البلدان التي تعتمد على السياحة للحصول على دخل حاسم لخطر كبير من المشاكل المالية.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير له إن جامايكا -على سبيل المثال- ستفقد على ما يبدو11% من ناتجها المحلي الإجمالي من الخسائر في صناعة السياحة، حتى في أفضل سيناريو، وستفقد تايلند 9%.

وقال التقرير إن الانكماش العالمي في السياحة الوافدة يمكن أن تكون له عواقب اقتصادية مدمرة، لأن بعض الدول النامية تعتمد بشكل كبير على السياحة.

وفي بعض البلدان -مثل العديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية- تمثل السياحة أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.