أبرزها غياب التراويح .. تفشي الجائحة غير الأجواء الرمضانية في القدس

رجل فلسطيني يتلو القرآن وحيدًا في المسجد \ Zawya
0

لم يتخيل الفلسطينيون قبل أشهر قليلة أن الأجواء الرمضانية لهذا العام ستكون على اختلاف كلي لما تعودوا عليه طوال السنوات الماضية.

فرمضان الذي بدأ في مدينة القدس منذ يوم الجمعة، دخل هذا العام مع تواصل إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين خشية انتشار جائحة كورونا.

هذا الإغلاق جاء على الفلسطينين مُرًا ومستغربًا بذات الوقت، حيث أن كثيرين لم يتخيلوا دخول الشهر الكريم دون ارتياد المسجد الأقصى يوميًا والسير في أزقة البلدة والاستمتاع بأجوائها المختلفة.

اندثار الأجواء الرمضانية

كثير من الناس يصلون إلى البلدة العتيقة بعد أن تأخذ كسوتها من الحلي الرمضانية، فتجد الآلاف يسيرون في طريق الواد حيث يستقبلهم حانوت بأنشودة “مولاي صلّ وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم”، وينعطفون بعدها يسارا ليدخلوا إلى أولى القبلتين من باب المجلس.

آخرون يفضلون الدخول من باب حُطّة الذي يشتهر بزينته الرمضانية المتجددة وبالفعاليات التي تنطلق منه لتجوب البلدة العتيقة، أما سكان أحياء القدس الجنوبية فيفضلون الدخول من باب الأسباط الذي ينتشر في ساحته الخارجية الباعة الذين يستميلون المصلين لشراء بضاعتهم بكافة الوسائل.

هذه الأجواء الرمضانية نجدها اندثرت هذا العام، وتم إغلاق المسجد الأقصى في وجه أحبائه، فالمسنة المقدسية فوزية عبيدي لن تقوم بترتيب أشيائها بعد الإفطار لتستعد للذهاب إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العشاء والتراويح كما جرت معها العادة كل عام.

فراغ كبير

وعن ذلك الاختلاف الكبير بين الأجواء الرمضانية لهذا العام، تقول هذه المرأة المسنة في حديثها لموقع (الجزيرة نت): “أشعر بفراغ كبير وحزن عميق.. رمضان بالنسبة لي يقتصر على العبادة والتوجه للمسجد الأقصى، فهو ليس قبلتنا وحدنا في هذا الشهر، بل قبلة الفلسطينيين من كل المحافظات والسياح المسلمين الذين ألفنا وجودهم بيننا في الباحات”.

وشددت عبيدي على أن الأجواء الرمضانية هذا العام جاءت باهته وذلك على خلفية انتشار فيروس كورونا، وقالت بإنها ستفتقد لأصوات الباعة عقب كل صلاة تراويح لشراء بضاعتهم، إذ كانت تحرص كل عام أثناء خروجها من المسجد على شراء ألعاب لأحفادها وأوان مطبخية تباع بأسعار زهيدة.

حاجز كورونا

يقول المصور المقدسي إياد الطويل، عن اختفاء كافة مظاهر شهر رمضان هذا العام: “فيروس كورونا خلق حاجزا بيني وبين الكاميرا.. هي موجودة أمامي لكنني لا اقترب منها ولا أمسكها.. لا مظاهر رمضانية في القدس لأصورها، ولا الأقصى مفتوح أمامنا لندخله ونحييه وننقل جماله بعدساتنا”.

ودائما ما اعتاد إياد على أخذ صور متعددة من داخل مدينة القدس والمسجد الأقصى، حيث يقوم بالتوثيق يوميًا على تفاصيل حياة المقدسيين خلال رمضان.

وقال “أقضي 18 ساعة من أصل 24 يوميا في الأقصى، أبدأ يومي بتصوير وجبة السحور في المسجد ثم الابتهالات وصلاة الفجر والشروق، وأتوجه لمنزلي للنوم ثم أستيقظ لعمل مونتاج وتنزيل الصور، وأعود للأقصى مجددا وأمكث إلى شروق اليوم التالي وهكذا”.

“بعد التقاط صور الإفطارات أتوجه للإفطار مع أفراد أسرتي الذين اعتادوا على ذلك في الأقصى منذ هبة البوابات الإلكترونية.. متعتي بالوجود في هذا المكان على مدار الساعة”.

في ختام حديثه، قال المصور الطويل إنه سيفتقد هذا العام التقاط أحبّ صورة لقلبه عندما يعتلي والمصورون سطح المصلى القبلي ويلتقطون من أعلاه صورة عامة للمسجد وهو مكتظ بمئات آلاف المصلين في ليلة القدر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.