أزمة سد النهضة .. مائدة المفاوضات تجمع الدول الثلاث دون التوصل لحلول

عمليات تشييد سد النهضة الإثيوبي (إرشيفية) \ Kuwait 24 Hours
0

تطرح أزمة سد النهضة أسئلة حول جدوى التفاوض بين مصر والسودان وإثيوبيا في ظل إصرار الأخيرة على الإبقاء على موعد ملء السد المقرر في يوليو القادم ما يهدد أمن مصر المائي.

الأطراف الثلاثة اتفقت على مواصلة المفاوضات للوصول إلى حل يخص أزمة سد النهضة التي تهدد استقرار المنطقة، بعد توقف دام لنحو أربعة أشهر، لكن الاجتماع الأول باء بالفشل، بحسب ما أعلنت مصر الأربعاء، فيما يخشى خبراء من استخدام إثيوبيا لهذه المفاوضات لتضييع الوقت.

فبعد مرور ثلاثة أسابيع منذ إطلاق السودان مبادرته بشأن عودة السودان ومصر وإثيوبيا إلى مائدة المفاوضات حول سد النهضة، انعقد مساء الثلاثاء اجتماع وزراء الرى فى الدول الثلاث بحضور المراقبين الدوليين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبى وجنوب أفريقيا الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقي، عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”.، وفقًا لما ذكره موقع قناة (الحرة).

بلا نتائج                                

وقالت وزارة الموارد المائية والري المصرية في بيان الأربعاء “من الصعب وصف الاجتماع بأنه كان إيجابيا أو وصل إلى أي نتيجة تذكر، حيث ركز على مسائل اجرائية ذات صلة بجدول الاجتماعات ومرجعية النقاش ودور المراقبين وعددهم”.

وأضافت الوزارة أن المناقشات “عكست وجود توجه لدى إثيوبيا لفتح النقاش من جديد حول كافة القضايا، بما فى ذلك المقترحات التى قدمتها إثيوبيا فى المفاوضات باعتبارها محل نظر من الجانب الاثيوبي، وكذلك كافة الجداول والأرقام التي تم التفاوض حولها فى مسار واشنطن، فضلا عن التمسك ببدء الملء فى يوليو ٢٠٢٠”.

وأوضح مدير مركز البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة الدكتور أيمن شبانة، أن إثيوبيا تريد بدء التفاوض من نقطة الصفر وليس من حيث انتهينا، حيث كان آخر اجتماع في 12 و13 فبراير الماضي قبل أن يتم الاتفاق على موعد للتوقيع على اتفاق رعته واشنطن ووقعت عليه كل من مصر والسودان بالأحرف الأولى وغابت عنه إثيوبيا في 29 فبراير“.

تنصل إثيوبيا

وطالبت مصر خلال الاجتماع الذي أجري الثلاثاء بالإعلان بأنها لن تتخذ أى إجراء أحادي بالملء لحين  التفاوض والتوصل لاتفاق، وهو ما تنصلت منه إثيوبيا.

كما أكدت مصر على أن مرجعية النقاش هي وثيقة 21 فبراير 2020 التي أعدتها الولايات المتحدة والبنك الدولى بناء على مناقشات الدول الثلاث خلال الأشهر الماضية لذلك الموعد.

وطالبت مصر أن تكون فترة المفاوضات من التاسع من الشهر الجاري وحتى السبت المقبل للتوصل إلى الاتفاق الكامل للملء والتشغيل.

إضاعة إثيوبيا للوقت

من المقرر أن يجرى اجتماع ثان للدول الثلاث الأربعاء بحضور المراقبين الدوليين، لكن شبانة يرى أن هذه الاجتماعات “لن تسفر عن أي شيء جديد، وأن إثيوبيا لن تعود للمفاوضات إلا لاستنزاف الوقت، وإثيوبيا كانت تدير المفاوضات منذ انطلاقها بنوع من سوء النية، وأنها تخطط لفرض السد كأمر واقع على مصر“.

ويرى شبانة أنه “يجب أولا منع البدء في ملء السد أولا وقبل كل شيء ثم نتوصل إلى صيغة اتفاقية تقوم على مبدأ الطاقة مقابل المياه”.

قرار لا رجعة عنه

ورغم التوصل للعودة إلى المفاوضات، نقلت تقارير صحفية عن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قوله إن قرار بدء ملء بحيرة السد “لا رجعة عنه”، وأن الهدف من وراء تطوير سد النهضة هو تنمية إثيوبيا، وهو ما رآه شبانة “نسف للمفاوضات لكنه يعتقد في الوقت ذاته أن إثيوبيا لن تبدأ في ملء السد، وأن أبي أحمد يستخدم ورقة السد في محاولة سياسية داخلية للغض عن فشله الداخلي.

إعلان الحرب

إذا بدأت إثيوبيا في ملء السد فيؤكد شبانة أنها ستكون حينها مسألة مصيرية بالنسبة لمصر، وسيكون بمثابة إعلان الحرب على مصر بسبب تهديد حياة المصريين.

ويقول “كل البدائل حينها ستكون مفتوحة أمام مصر بدءا من البدائل السلمية حتى البدائل القسرية الإكراهية”.

ويشكل مشروع سد النهضة الضخم على النيل الأزرق الذي أطلقته إثيوبيا عام 2011، مصدرا لتوتر إقليمي خصوصا مع مصر التي يمدها النيل بنسبة 90 في المئة من احتياجاتها المائية.

وبعد تسع سنوات من مفاوضات أزمة سد النهضة ، لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الدول المتنازعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.