اختيار رئيس الحكومة العراقية .. التلكؤ والخلافات يحكمان المشهد
من الواضح أن الضبابية تسيطر على الأجواء في الساحة السياسية العراقية في مسألة اختيار مرشح رئيس الحكومة العراقية الجديدة، عقب استقالة محمد توفيق علاوي، فيما يضج الشارع العراقي بمشاكل جمة، أبرزها تفشي فيروس كورونا.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه ترشيحات الاختيار رئيس الحكومة العراقية الانتقالية، أعلن تحالف “سائرون” المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فشل مباحثات القوى الشيعية في اختيار مرشح رئيس الحكومة العراقية الجديدة قبيل انتهاء المهلة الدستورية لتكليف أحدهم.
من جهته، أعلن رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم أنه لن يتدخل في مهمة اختيار مرشح لمنصب رئيس الحكومة العراقية للمرحلة الانتقالية.
لا اتفاق
وقال رئيس تحالف “سائرون” نبيل الطرفي في بيان إن التحالف يعلن أن “اللجنة السباعية” لم تتوصل إلى اتفاق على اختيار مرشح لتكليفه بتشكيل الحكومة بدلا عن الحكومة المستقيلة الحالية.
وأضاف الطرفي وتحالفه الأكبر في البرلمان (54 مقعدا من أصل 329) أن على رئيس الجمهورية ممارسة صلاحياته الدستورية بالتكليف.
تلكؤ وحسابات سياسية
من جانبه، قال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم “قررنا ألا نتدخل في مهمة اختيار أسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة العراقية للمرحلة الانتقالية بعد الآن”، وفقًا لموقع (الجزيرة نت).
وأضاف الحكيم في تغريدة أن القرار يأتي “بسبب رفضنا البقاء في معادلة التلكؤ، وتحفظنا على حسابات سياسية لا تأخذ بنظر الاعتبار المصلحة العليا للعراق والعراقيين، ولا تراعي الظروف الحالية التي تمر بها البلاد“.
انتهاء المهلة الدستورية
ويأتي فشل المباحثات قبل ساعات من انتهاء المهلة الدستورية (منتصف ليل الإثنين) أمام رئيس الجمهورية برهم صالح لتكليف مرشح لتشكيل الحكومة.
وبدأت المهلة الدستورية -وهي 15 يوما- من تاريخ تنحي رئيس الوزراء المكلف السابق محمد توفيق علاوي عن مهمة تشكيل الحكومة مطلع الشهر الجاري.
وأمس الأحد، كان مصدر في الرئاسة قد كشف عن اتفاق الكتل السياسية العراقية على تكليف رئيس جديد للحكومة الانتقالية.
وقال المصدر في تصريح صحفي إن الرئيس العراقي سيكلف شخصية جديدة بتشكيل الحكومة الانتقالية في البلاد، موضحا أن نعيم السهيل -الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية- هو الشخصية التي تم الاتفاق على تكليفها بتشكيل الحكومة.
لجنة سباعية
وكانت الساحة السياسية العراقية قد شهدت في الأيام الماضية -التي تلت اعتذار علاوي عن تشكيل الحكومة- حراكا نشطا داخل أروقة البيت الشيعي نتج عنه تشكيل لجنة “سباعية” من القوى الشيعية، للاتفاق على شخصية للترشح إلى منصب رئاسة الوزراء.
وتكونت اللجنة السباعية من أحمد الفتلاوي عن تيار الحكمة، وباسم العوادي عن ائتلاف النصر، وحيدر الفؤادي عن كتلة عطاء، وعبد الحسين الموسوي عن الفضيلة، في حين جاء نبيل الطرفي عن تحالف “سائرون”، وعدنان فيحان عن تحالف الفتح، وحسن السنيد عن ائتلاف دولة القانون.
مطالبات بالتغيير
وبعد أن أفادت معظم المعلومات في الأوساط العراقية بوجود توافق بين الكتل السياسية العراقية المختلفة حول اسم نعيم السهيل، نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، لتولي رئاسة الحكومة، خرج المتظاهرون ليل أمس الأحد إلى ساحة التحرير في بغداد، مجددين رفضهم لأي مرشح يعتبر مقربا من الأحزاب، وغير مستقل .
ولم يفوت الشارع العراقي فرصة التظاهر في الشوارع من أجل المطالبة برئيس حكومة يكون انتماءه السياسي للأحزاب في البلاد قليل أو غير موجود من الأساس .
وندد عدد من المحتجين في ساحة التحرير بتسمية السهيل الذي يعتبر مقرباً من نوري المالكي، هاتفين: “يا بغداد ثوري ثوري.. خلِّ نعيم يلحق نوري”.