ارتباط الأمن القومي الجزائري بتأثيرات الحرب في ليبيا.. قلق متجدد وتأثيرات مستقبلية

الجيش الليبي المصدر بلادنا
0

من المتعارف عليه فإن العديد من الدول الإقليمية تخطط بموافقة بعض الدول الغربية في الدخول في الحرب الليبية التي تستعر في الوقت الراهن، في ظل تحذيرات متعددة الأطراف من أجل عدم التصعيد ودخول البلاد في نفق مظلم عنوانه الحرب .

تضارب المصالح

ويتخوف الجيش الجزائري من تداعيات الحرب في ليبيا وكذا المخاطر الناجمة عن  الخطوة المصرية المتعلقة بتسليح القبائل الليبية التي أبدت استعدادها للدفاع بحسب مفهومها عن التراب الليبي من أيدي الأعداء والمتربصين .

ومن الواضح فإن الحرب في ليبيا وتحديداً حرب المصالح لن تتوقف قريباً في ظل المصالح المتضاربة والتي يسعى كل طرف إقليمي أو أجنبي في الحفاظ عليها والدفاع عنها بكل الطرق والسبل الممكنة، وهو الأمر الذي يؤثر على العديد من الدول متشابكة المصالح مع ليبيا كالجزائر .

وكانت مجلة تابعة للجيش الجزائري قد أوضحت بأن “تداعيات الحرب بالوكالة التي تخطط لها بعض الجهات في ليبيا ستكون وخيمة على دول المنطقة” .

الاحتكام إلى الحوار

وأشارت إلى أن ” هذه المخاطر هي التي تدفع الجزائر نحو التمسك بموقفها من الأزمة الليبية، والذي تستند فيه إلى مبادئ ثابتة في دبلوماسيتها بالاحتكام للحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل فض النزاعات والخلافات بطرق سلمية وحضارية، بعيدا عن لغة السلاح والتدخل الخارجي في الشان الليبي ” .

والمتابع للشأن الليبي يدرك جيداً بأن الجزائر وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون تقف على بعد خطوة واحدة من طرفي النزاع في ليبيا، وذلك من أجل المحافظة على البلد من نيران الحرب والاشتباكات القبلية والسياسية .

كما أن البحث عن حلول للأزمة الليبية من قبل الجزائر يعتبر من ضمن الأولويات بالنسبة للحكومة الجزائرية لا سيما وأن الجزائر لا زالت تعتقد بأن الحصول على الحل السلمي هو الأمر الذي سوف يقود البلدين إلى بر الأمان .

تهديدات على الأمن القومي

وتتخوف السلطات الجزائرية من أن الوضع الراهن في ليبيا قد يفرز تحديات وتهديدات على أمنهم القومي، وهو ما يجعلهم حريصين كل الحرص على وجود حلول سلمية دبلوماسية تقي جميع الأطراف المتنازعة الدخول في صراعات مباشرة لا تنتهي إلا بسفك الدماء .

وهناك قناعات راسخة من قبل الحكومة الجزائرية بأن أي توتر في ليبيا يعني بشكل أو بآخر انتقال مربع القتال إلى أراضيهم، كما أن الجزائر تشارك ليبيا فيما لا يقل عن 1000 كلم من الحدود البرية، ما يجعل الجيش الجزائري داماً في حالة من اليقظة والترقب .

ويبقى الحصول على الاتفاق السياسي في ليبيا هو الأمر الذي يمكنه أن يقود الجيش الجزائري والحكومة الجزائرية إلى البحث عن حول للمشاكل الآخرى التي تحيط بالبلاد كفيروس كورونا والأزمات الاقتصادية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.