استخدام النظام السوري للأسلحة المحظورة.. جرائم في حق الإنسانية
لم تخفى العديد من وسائل الإعلام العالمية الكبرى بأن نظام الأسد أستخدم أسلحة كيميائية محرمة دولياً من أجل القضاء على المعارضة السورية في الكثير من المرات، وهو الأمر الذي قوبل بالكثير من ردود الأفعال لدى المنظمات العالمية .
تحقيقات جديدة
حيث أفاد فريق تحقيق جديد من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في أول تقرير له يوم الأربعاء الماضي، بأن سلاح الجو السوري استعان بطائرات عسكرية من طراز “سوخوي-22” وطائرة هليكوبتر، في إسقاط قنابل تحتوي على الكلور السام وغاز السارين على قرية في منطقة حماة الغربية في مارس من العام 2017 .
وأورد التقرير بإن طائرات تابعة للنظام قصفت مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي بالسارين والكلور في أيام 24 و25 و30 مارس من العام 2017، ونجم عنها إصابة عشرات المدنيين بحالات اختناق كبير وضيق تنفس .
وقال رئيس لجنة التحقيق سانتياغو أوناتي لابوردي في بيان: “هناك أسس معقولة للاعتقاد بأن مستخدمي السارين كسلاح كيميائي في اللطامنة في 24 و30 مارس 2017 ومستخدمي الكلور كسلاح كيميائي في 25 مارس 2017 هم أفراد من سلاح الجو السوري الذي يتبع للرئيس بشار الأسد .
المعارضة تتهم النظام
وانتظرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكثر من عامين كي تخلص إلى نتيجة أن النظام السوري استخدم غازات سامة في قصف مدن مأهولة بالسكان في سوريا في أعوام مختلفة .
وأشارت مصادر في المعارضة السورية سبق أن اتهمت النظام باستخدام أسلحة محرمة دولياً 255 مرة على مدى نحو 8 سنوات من تاريخ القتال في سوريا، بل قُتل في عام 2013 أكثر من ألف مدني في ريف دمشق بأسلحة كيميائية، ولم يتحرك المجتمع الدولي لردعه عن تلك الفظائع التي يقوم بها .
وأحيا التقرير الجديد للمنظمة، آمال الشارع السوري المعارض بشكل كبير وذلك ببدء خطوات جادة من قبل المجتمع الدولي لمحاسبة أركان نظام بشار الأسد على الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين منذ عام 2011، ولكن هذه المحاسبة تبدو بعيدة المنال في الوقت الراهن، وذلك بسبب إصرار الجانب الروسي على تعطيل دور مجلس الأمن الدولي في هذا الاتجاه .
نظرة مختلفة
من واقع الحال يتضح بأن التحقيق الجديد الذي أجراه فريق حظر الأسلحة الكيميائية يمهّد بشكل كبير لتغيير طريقة التعاطي الدولي مع النظام السوري الذي استخدم أسلحة محرمة دولياً مرات عديدة وفي مناسبات مختلفة .
ولعل أبرز عذع المناسبات هو قصف غوطتي دمشق الشرقية والغربية في منتصف عام 2013، ما أدى إلى وفاة واختناق آلاف المدنيين جلهم أطفال ونساء وشيوخ .
وأيضاً قصف النظام في إبريل من العام 2017 مدينة خان شيخون في ريف إدلب بغاز السارين ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 مدنياً .
كما قصف النظام مدينة دوما بغازات سامة في بدايات عام 2018 لإجبار فصائل المعارضة على الخضوع، ما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين، وطيلة سنوات الصراع التسع استخدم النظام السوري الغازات السامة في عدة مناطق، منها داريا جنوبي غرب دمشق وحي جوبر الدمشقي وفي ريف اللاذقية الشمالي .
ردة فعل روسيا
عقب صدور التقرير ادّعت روسيا أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية ارتكبت انتهاكات وصفتها بالـ “فظة” للمبدأ الأساسي لعملها في تقريرها والذي زعمت أنه “غير الجدير بالثقة” حول سوريا والنظام السوري .
وأورد المكتب الصحافي لممثلية روسيا الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: إن الحكام الذين وجهوا الاتهامات إلى سوريا حول الأحداث التي جرت في العام 2017، استندوا إلى أحكام لجنة تقصي الحقائق حول الوقائع، التي تضمنت انتهاكات فظة للمبدأ الأساسي لعمل المنظمة القائل بوجوب التتابع المنطقي للأحداث عند جمع وحفظ الدلائل المادية .
وادّعت الممثلية الروسية “أن الاتهامات الحالية التي أصدرها حكام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقريرهم غير جديرة بـ “الثقة”، زاعمة أن التقرير الجديد يستند إلى تحقيقات جرت عن بعد من دون زيارة ميدانية لأماكن الأحداث المفترضة ويستند إلى إفادات ممثلي تنظيمات وصفتها بـ”الإرهابية في سوريا” ومنظمة “الخوذ البيضاء”، في إشارة إلى الدفاع المدني الذي يتبع للمعارضة .