الاعتداءات الإثيوبية على الأراضي السودانية .. إلى متى تصبر الخرطوم؟

قوات من الجيش السوداني على الحدود مع إثيوبيا \ الجزيرة نت
0

تكررت في الآونة الأخيرة الاعتداءات الإثيوبية على الأراضي السودانية عبر ميليشيات تؤكد وسائل إعلام بأنها مدعومة من أديس أبابا، فبعد أقل من شهر على اعتداء إثيوبي أدى لمقتل ضابط سوداني برتبة نقيب وعدد من الجنود، شنت تلك الميليشيات أمس الأحد هجومًا غادرًا شرقي البلاد لم يسفر عن سقوط قتلى.

وأفادت التقارير الإعلامية بأن مجموعة مسلحة إثيوبية هاجمت معسكر الأنفال في السودان، مع قصف مدفعي يستهدف المعسكر الواقع بولاية القضارف شرق السودان.

ولم يكن الاعتداء الإثيوبي الجديد الأول، بل هو الأحدث، بينما أفادت وسائل إعلامية بوقوع عدد من المصابين في صفوف القوات السودانية.

الجيش السوداني يتصدى

وفي أول تصريح عقب الاعتداء الإثيوبي الأخير، أعلن والي القضارف السودانية، اللواء نصر الدين عبد القيوم، أن قوات بلاده تصدت، الأحد، لهجوم من “قوات إثيوبية”.

ووفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء، قال والي الولاية الحدودية مع إثيوبيا: “قواتنا تصدت بنجاح لهجوم من قوات إثيوبية في الرابعة عصر الأحد شرقي البلاد”، دون أن يحدد تفاصيل أكثر.

وأشار عبد القيوم، إلى “عدم وقوع خسائر في الجيش السوداني عدا إصابة طفيفة لجندي واحد”، دون الإشارة لخسائر الجانب الآخر، مؤكدًا على “جاهزية القوات السودانية لمجابهة أي تهديد”.

اعتداءات مستمرة

أواخر شهر مايو الماضي، أسفر حادث مماثل على الحدود السودانية الإثيوبية عن مقتل ضابط سوداني، حيث اتهم الجيش السوداني صراحة نظيره الإثيوبي بمساندة الميليشيا والمشاركة في الاشتباكات.

وعلى خلفية الحادث،استدعت وزارة الخارجية السودانية، سفير إثيوبيا لدى الخرطوم، احتجاجًا على خرق الحدود عند منطقة “الفشقة”.

وفي أبريل الماضي، تصاعد التوتر بصورة خطيرة على الحدود السودانية الإثيوبية حول منطقة الفشقة، حيث أعاد الجيش السوداني انتشاره في المنطقة على خلفية توغل الجيش الإثيوبي في منطقة شرق سندس بالفشقة الصغرى في مساحة تقدر بحوالي 55 ألف فدان وهي منطقة مشاريع زراعية تخص مزارعين سودانيين. 

وتتميز منطقة الفشقة بجانب خصوبتها الزراعية، بإنتاجها الكثيف للسمسم والذرة والقطن قصير التيلة بجانب الصمغ العربي والخضروات والفواكه على ضفاف الأنهر الثلاثة عطبرة، وستيت، وباسلام.

استنفار الجيش السوداني

وفي أواخر أبريل الماضي، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، استيلاء قوات ومليشيات إثيوبية على جانب كبير من أراضي السودان الواقعة على الحدود بين البلدين.

وكان الجيش السوداني، أعاد في 30 مارس الماضي انتشاره بعد غياب استمر لنحو 25 عاما في منطقة الفشقة الصغرى الحدودية مع إثيوبيا والمتنازع عليها بين البلدين والتي تشهد توترات من وقت لآخر جراء نشاط عصابات في المنطقة، حيث تتكرر الاعتداءات الإثيوبية على الأراضي السودانية من فترة لأخرى.

فشل زيارة حميدتي

ويأتي الاعتداء الإثيوبي الأخير وسط خلافات بين الخرطوم وأديس أبابا حول ملف سد النهضة، وإثر عودة الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني والوفد المرافق، إلى الخرطوم  بعد زيارة إلى إثيوبيا استغرقت ثلاثة أيام، نوقش خلالها مسألة أمن الحدود بين البلدين.

وفي تصريحات صحفية، السبت، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إنه بحث مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قضايا بينها التوتر الحدودي بين البلدين.‎

وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف الاستيلاء على الموارد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.