الرئيس الجزائري تختلط عليه الأوراق مع أزمة كورونا

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون \ Grabbian
0

أزمة وباء كورونا التي أرهقت العالم أجمع كان لها تأثيرتها على الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فيما يتعلق بترتيب أولوياته في الحكم مع مرور 100 يوم على توليه الرئاسة.

الأمر الذي قاد الرئيس الجزائري مع جائحة كورونا إلى أن يصدر العديد من القرارات التي لم تكن ضمن أجندته حين توليه الحكم، وذلك في وقتٍ قلت فيه الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء أي وجود للنظام السابق.

وخلطت هذه الأزمات وخاصة وباء كورونا أوراق ساكن القصر الرئاسي الجديد لتجبره على إعادة ترتيب أجندته السياسية بما يتناسب مع الوقائع الجديدة.

وتسود الجزائر حاليا حالة من الغموض حول طريقة تقييم أداء الرئيس الجديد بعد 100 يوم من توليه الحكم، في ظل انتشار وباء كورونا الذي حصد إلى غاية السبت، 29 ضحية من بين 454 إصابات سجلت في معظم محافظات البلاد.

صدمة النفط

ووفقًا لما ذكره تقرير وكالة (الاناضول) للأنباء، فإن الرئيس الجزائري لم يستفق بعد من ازمة كورونا لتحاصره إشكاليه أخرى بفعل بفعل انهيار أسعار النفط في السوق الدولية، والذي يمثل ما نسبته 95 بالمائة من مداخيل البلاد بالعملة الأجنبية.

وفي 22 مارس ، أعلن تبون عن خطة تقشفية لمواجهة هذه الصدمة النفطية من أهم ما تضمنته تخفيض فاتورة الاستيراد من 41 إلى 31 مليار دولار، خلال العام الجاري، وتخفيض النفقات العامة بنسبة 30 بالمائة، دون المساس برواتب الموظفين.

لعبة سياسية                                          

وعلى مدار الأشهر الأولى له في الحكم وقبل ظهور وباء كورونا، لم تتوقف مظاهرات الحراك الشعبي الذي بدأ في فبراير 2019.

ولم يوفق تبون في إقناع المحتجين بترك الشارع، حيث رفضوا تعهداته بإطلاق إصلاحات يرون أنها مجرد “لعبة سياسية” للنظام من أجل تجديد واجهته دون تغيير عميق، خاصة في ظل تواصل اعتقال نشطاء الحراك.

وظل تبون يصف الحراك بـ “المبارك” ويؤكد على عدم ممانعته استمرار التظاهرات في الشوارع شريطة أن تكون “سلمية وبعيداً عن اختراقها من جهات داخلية وخارجية (لم يسمها)”.

استرجاع الأموال المهربة

أما الملف الآخر الذي مازال محتجون ومعارضون ينتظرون إجابات من الرئيس بشأنه هو ” استرجاع الأموال المهربة في العهد السابق“.

وسبق لتبون التعهد خلال حملته الانتخابية باستعادة الأموال المهربة، وأكد أنه يملك “خطة” لتجسيد تعهده، لكنه لن يعلن عنها.

ومطلع فبراير الماضي، قال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، في تصريحات له، إن بلاده ستعتمد على اتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة الفساد في استرجاع هذه الأموال.

وذكر جراد، أن عملية استعادة الأموال تمر بثلاث مراحل، تتمثل بإثبات الحكومة للأملاك وتحديد مكانها، وثم توفير أحكام نهائية على المدانين بالفساد، وأخيرا وجود اتفاقيات قضائية مع الدول التي هربت إليها الأموال ليتم استرجاعها.

الـ 100 يوم الأولى

وفي مقابل الأزمات التي واجهت الرئيس الجزائري، يرى المحافظ السابق لولاية البيض (شمال)، سليم صمودي، أن تبون تمكن بالفعل من تحقيق مجموعة من الإنجازات خلال المائة يوم الأولى منذ توليه الحكم.

ويستعد صمودي لإصدار كتاب تحت عنوان “الـ 100 يوم الأولى للرئيس عبد المجيد تبون”، والذي تأجل صدوره بسبب الوضع الصحي في البلاد.

وقال صمودي، الجمعة، في حوار مع فضائية “الشروق نيوز” الخاصة، إنه شرع في كتابة مؤلفه منذ أداء تبون لليمين الدستورية، وكان يرصد كل نشاطاته اليومية.

استنفار تبون

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أمر جميع مؤسسات الدولة ومصالحها بـ”رفع درجة اليقظة والاستنفار إلى أقصاها، والسهر على التنسيق الدائم فيما بينها”، كما نبه إلى أن “أي تراخ هنا أو تقاعس هناك يؤدي إلى إبطاء في إنقاذ حياة المصابين، ويزيد في مساحة تفشي الوباء”.

ودعا تبون إلى التعامل بشدة مع المخالفين للتعليمات حفاظا على سلامة المواطنين، مبينا أن للمواطن مسؤولية أساسية في الانضباط واحترام إجراءات الوقاية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.