الجزائر .. كورونا يخمد أصوات الاحتجاجات ويرفع من درجة التوعية

اجراءات احترازية في الشارع الجزائري خشية كورونا \ Il Manifesto
0

قبل أشهر قليلة كانت الجزائر تشهد حراكًا شعبيًا أدى إلى إحداث تغييرات في المشهد السياسي بصورة ملحوظة، إلا أن اليوم ومع تفشي جائحة كورونا بات الأمر مختلفًا عما كان عليه، فالجميع على مركب واحد سعيًا للعبور إلى بر الأمان بعيدًا عن كوفيد19.

 ولم تعد الحركة بالعاصمة الجزائر ، بعد سيطرة جائحة كورونا على المشهد الداخلي، كما كانت عليه في السابق، بعد تراجع محسوس لتحركات الناس في الشوارع.

فلا صوت للاحتجاجات الشعبية، ولا ضجيج للهتافات بعد حظرها من قبل السلطات، لتحل محلها حملات توعية من قبل نشطاء لتفادي التجمعات العامة والاكتظاظ.

استنفار

وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أمر جميع مؤسسات الدولة ومصالحها بـ”رفع درجة اليقظة والاستنفار إلى أقصاها، والسهر على التنسيق الدائم فيما بينها”، كما نبه إلى أن “أي تراخ هنا أو تقاعس هناك يؤدي إلى إبطاء في إنقاذ حياة المصابين، ويزيد في مساحة تفشي الوباء”.

ودعا تبون إلى التعامل بشدة مع المخالفين للتعليمات حفاظا على سلامة المواطنين، مبينا أن للمواطن مسؤولية أساسية في الانضباط واحترام إجراءات الوقاية.

كما أمر، بحظر الاحتجاجات بمختلف أشكالها وغلق المساجد وتعليق صلاة الجمعة والجماعة ضمن خطة للتصدي لفيروس كورونا في الجزائر .

وقال تبون في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إنّه “تقرر منع التجمعات والمسيرات كيفما كانت وتحت أي عنوان وغلق أي مكان يشتبه فيه بأنّه بؤرة للوباء”.

تضائل الحركة

ومنذ ظهور كورونا في الجزائر في 24 فبراير الماضي، تضاءلت الحركة في عدد من مدن البلاد على رأسها العاصمة الجزائر وبلدياتها وأسواقها وأماكنها العامة.

زاد من ذلك تسجيل وزارة الصحة الجزائرية 17 وفاة بفيروس كورونا وارتفاع عدد المصابين إلى 201، حتى 22 مارس.

رفع درجة التوعية

قام نشطاء وجمعيات جزائرية، بحملات توعية ونشاطات تهدف إلى تعقيم وتطهير الأماكن العامة مثل الساحات والشوارع والحدائق بغرض الوقاية من كورونا والحد من انتشاره.

ففي شوارع العاصمة هنالك شبان يقومون بحملات ميدانية عديدة، يستعيضون فيها عن المسيرات المتوقفة حالياً.

وعبر نشطاء الحراك الشعبي عن أن الحراك مستمر، وما توقفت المسيرات إلا حرصاً على صحة الجزائريين.

وقال صعيب دباغي (ناشط في الحراك الشعبي): “اتفقنا على تعليق المسيرات وليس الحراك، فالحراك ثورة وسيستمر حالما ينتهي الوباء“.

وأضاف دباغي في تصريحه لوكالة (الأناضول) للأنباء: “التجمعات العامة والاحتكاك يشكلان خطرًا على صحة الشعب ومنه الحراكيين، لذلك علقنا المسيرات فقط”.

وأوضح أنّ “شباب الحراك سيقومون بحملات تطوعية لتطهير وتعقيم الشوارع والساحات العامة وحملات توعية عن مخاطر كورونا“.

“ابق في دارك”

ولم تقتصر حملات التوعية على أرض الواقع فقط، بل سبقتها الحملات الافتراضية التي اتخذت من منصات التواصل الاجتماعي فضاءً لها تحت شعار “الوقاية خير من العلاج”.

وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي باللغات الثلاث (العربية والإنجليزية والفرنسية) حملة “ابق في دارك”، التي تدعو إلى عدم الخروج إلى الشوارع للحماية من كورونا.

وقال الناشط هشام برقوشي: “ابق في منزلك، حماية لك ولعائلتك”. وأضاف: “نتعاون كي نهزم كورونا”.

المستوى الثالث

وأعلنت الجزائر أمس الأحد، عن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في البلاد إلى 201 حالة، 110 منها في منطقة البليدة جنوبي العاصمة الجزائرية.

كما أفادت مصادر خاصة لــ(سوق عكاظ)  بأن عدد الوفيات في الجزائر بلغ 17 حالة وفاة.

وقد أعلن وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، ، عن ارتفاع حصيلة المصابين بفيروس كورونا في البلاد من دون تحديد الأرقام.

ولفت الوزير إلى أن الجزائر دخلت المستوى الثالث من تفشي وباء كورونا، بعد تسجيل حالات إصابة جديدة في 17 ولاية، مؤكدا أن الوضع الحالي يبعث على التخوف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.