الرعاية الصحية في العراق.. معاناة مستمرة وأرقام مخيفة
مشاكل متعددة يعاني منها نظام الرعاية الصحية في العراق، وذلك بنقص في الدواء وعدد العاملين في مجال الرعاية الطبية، حيث تشير التقارير إلى هروب الأطباء خارج البلاد بالآلاف.
ونقل موقع قناة (الحرة) تقريرًا لوكالة رويترز للانباء، عن الرعاية الصحية في العراق ، سيما مع تفاقم الأوضاع الصحية مع الحدود الإيرانية بسبب خطر فيروس كورونا المستحدث، لتجبر الحكومة العراقية على إغلاق الحدود مع إيران، كما كشف العراق عن وصول المرض إلى البلاد.
ولا يختلف اثنان على أن العراق خلال السنوات الماضية تعرض إلى خراب ودمار في البنية التحتية بسبب الحروب والصراعات الدائرة منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003.
2.5 في المائة
وخصصت الحكومة العراقية 2.5 في المائة فقط من موازنة الدولة البالغة 106.5 مليار دولار لوزارة الصحة في البلاد، ويعتبر هذا المبلغ ضئيل للغاية مقارنة مع دول أخرى في المنطقة.
وفي المقابل حصلت قوى الأمن على 18 في المئة ووزارة النفط على 13.5 في المئة.
الصحة العالمية
وتؤكد بيانات منظمة الصحة العالمية أن العراق خصص في السنوات العشر الماضية أمولاً قليلة بكثير فيما يخص الرعاية الصحية للفرد الواحد مقارنة مع دول تعاني الفقر أكثر من العراق، مشيرة أن نصيب الفرد من الإنفاق 161 دولارًا في المتوسط بالمقارنة مع 304 دولارات في الأردن و649 دولارًا في لبنان.
اعتراف وزير الصحة
واعترف وزير الصحة العراقي، علاء علوان، في تصريحه لـ(رويترز) بتراجع الوضع الصحي في العراق بصورة واضحة للغاية خلال الـ30 و الـ40 سنة الماضية، مرجعًا لذلك إلى عدم منح الصحة في العراق الاهتمام اللازم من قبل الحكومات المتعاقبة.
وقال علوان: ” الرعاية الصحية في العراق لا تعتبر أولوية، ولذلك ركزنا على المعطيات التي تشير إلى مدى إعطاء أولوية للقطاع الصحي في الموازنة الحكومية”.
ولم يكن أمام علوان حلًا سوى تقديم استقالته بعد أن أمضى أكثر من العام الواحد في منصبه، وقال إن الفساد لا يمكن التغلب عليه، وأنه وجد تهديدات من قبل معارضين لمساعيه في الإصلاح.
مطالب الشارع
ويشهد العراق منذ أكتوبر من العام الماضي 2019م احتجاجات غير مسبوقة، تطالب بتنحي الرموز السياسية الحاكمة، ومحاربة الفساد الذي استشرى في البلاد، حيث وفعت الاحتجاجات رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي إلى تقديم استقالته بعد شهرين، لكن حكومته استمرت في تصريف الأعمال.
ويعتبر سوء الرعاية الصحية أحد أهم المطالب الرئيسية التي يطالب بها المحتجون، فضلًا عن نقص العلاج من مرض السرطان، حيث ازدادت قصص الآباء الباحثين عن طريقة لعلاج أطفالهم المصابين بالسرطان.
معاناة البصرة
وعلى الرغم من أن مدينة البصرة، أحد أكبر مدن الجنوب العراقي، تعتبر بمثابة العاصمة الاقتصادية العراقية، بسبب تصديرها 90% من إيرادات النفط، إلا أن نظام الرعاية الصحية ظل يعاني الأمرين.
ويؤكد عدد كبير من الأطباء والمرضى على حدٍ سواء، بأن سوء الإدارة إلى جانب الفساد على المستوى الاتحادي والمحلي أعاقت جميع فرص النهوض بالقطاع الصحي في المدينة الغنية بالنفط.
وتؤكد الإحصائيات وجود ثلاثة أجهزة للأشعة المقطعية بمدينة البصرة، ووحدة واحدة للفحص بالرنين المغناطيسي لكل مليون نسمة وهي نسبة لا تذكر مقارنة مع المتوسط العام في الدول المتقدمة والذي يبلغ 26 جهازًا للأشعة المقطعية و16 جهازًا للرنين المغناطيسي.
عدد الأطباء
إذا ألقينا نظرة على عدد الأطباء والممرضات في العراق، بالمقارنة مع عدد السكان، سنجد الرقم أقل بكثير من دول أخرى.
وبلغت نسبة الممرضات في العراق بالعام 2018م لكل ألف نسمة 2.1 ، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الأطباء 0.83 فقط لكل ألف نسمة.