السجون المصرية.. معاناة متواصلة للمعتقلين السياسيين وحالات الوفاة في تزايد
عندما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي بـ “الدكتاتور المفضل” لم يكن هذا الوصف من فراغ بنظر كثير من السياسيين المعارضين في مصر للحكومة الحالية .
قمع متواصل
ويرى كثير من المصريين بأن نظام السيسي يعمل على القمع والتشريد في الكثير من القضايا السياسية التي تطال عدد من المعتقلين السياسيين في السجون المصرية إذ أن عدد المتوفين في العام الحالي 2020 في السجون المصرية بلغ 58، بحسب ما أوردت “منظمات حقوقية مصرية” .
وكان أحد سجون منطقة طرة ويدعى سجن ” العقرب”، والذي يعتبره الكثيرون واحداً من أكثر السجون المصرية قسوة وتعاملاً مع النزلاء قد شهد وفاة 8 نزلاء من قبل، وكان آخرهم حالة الوفاة الـ 58 التي سجلتها المنظمات الحقوقية داخل السجون المصرية في العام الحالي 2020 .
وكانت حالة الوفاة التي سجلت في السجن قد لطبيب أسكندراني معروف يدعى عمرو علي أبو خليل، وهو شقيق الإعلامي المصري المعروف هيثم أبو خليل الذي ينتمي إلى جماعة “الإخوان المسلمين” .
التخوف من القادم
ويتخوف قطاع واسع من المواطنين المصريين بأن تحدث حالات وفاة أكثر داخل السجون المصرية في العام الحالي، حيث أن منظمات المجتمع المدني باتت تناشد السلطات يوماً بعد الآخر من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين .
وبذلك يمكن وصف العام الحالي 2020 بأنه من أسواء الأعوام على السجون المصرية إذ لم تسجل السلطات من قبل في البلاد حالات وفاة بنفس القدر الذي حدث في العام الحالي .
وطالبت العديد من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنساية في مصر بالحفاظ على حياة النزلاء وليس تعذيبهم بأبشع الوسائل، ما يعرض حياتهم لخطر الموت .
وحتى الآن فإن السلطات المصرية لا تنصت إلى أي من الأصوات التي تتعلق بالحفاظ على حياة النزلاء من قبل المنظمات الحقوقية، الأمر الذي يزيد من خطر معاناة السجناء في السجون المصرية المختلفة .
مناشدات الأسر
وهذا الأمر قد يجعلنا أمام حقيقة ماثلة أمام أعيننا، وهي فقدان مستمر للمعتقلين السياسيين في البلاد في الفترة الماضية .
ويأتي ذلك في الوقت الذي تنادي فيه الكثير من الأسر المصرية بإطلاق سراح أبناءها المعتقلين سياسياً، وتعمل هذه الأسر على تنظيم الوقفات الاحتجاجية من وقت إلى آخر ولكن لا حياة لمن تنادى .
ولا يسمح في عدد من السجون المصرية بزيارة أهالي المعتقلين لزويهم، خاصة وأن البعض منهم بحوجة إلى الدواء والغذاء، حيث أن وفاة الدكتور الأسكندراني كانت بعد ان ظهرت عليه أعراض الكورونا في الوقت الذي لم تسمح فيه السلطات بدخول الأدوية إلى المريض .
وما تتخوف منه الكثير من المنظمات الحقوقية هو أن معظم هذه الوفايات قد تكون حدثت نتيجة لإصابة النزلاء بفيروس كورونا المستجد أو ما يعرف بـ ” كوفيد 19″ .