السودان وقت الضائقة.. ظهور المبادرات الإبداعية والمجتمعية

جانب من العمل الاجتماعي في السودان المصدر وسائل تواصل
0

في ظل تصاعد المخاوف العالمية في الكثير من الدول من انتشار فيروس كورونا عملت هذه الدول عن طريق وزارات الصحة المختلفة وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية عملت على حصر انتشار فيروس كورونا بأكبر قدر ممكن عبر تفعيل المبادرات المجتمعية والشعبية .

التصدي للفيروس

وفي جمهورية السودان، ازدادت درجة حرارة المبادرات الإبداعية والمجتمعية بين الفئات المختلفة في المجتمع، وتحولت معظم دور الأحزاب والأندية الاجتماعية في الأحياء وغيرها من الهيئات والمؤسسات إلى حاضنات لعدد من المبادرات الشبابية التي تصب جميعها في اتجاه التصدي للوباء بشتى الوسائل والسبل الممكنة .

وبدا أن واحدا من الدروس المستفادة من جائحة كورونا الحالية، هي تغير النمط التقليدي للأحزاب السياسية في السودان، فبعد نحو عام واحد على إطاحة نظام عمر البشير في أبريل 2019، أجبرت الأزمة عدداً من الأحزاب السياسية السودانية على تعديل خططها وتوجهاتها، ولو مرحلياً .

وعملت هذه الأحزاب في الوقت الراهن على التركيز بشكل أكبر على مواجهة التحدي العالمي للفيروس في ظل الدمار الكبير الذي لحق بقطاع الصحة خلال السنوات الثلاثين الماضية في عهد الرئيس السابق المعزول عمر البشير .

نشاط حزب المؤتمر السوداني

وفي إطار حملات الدعم التي تنظمها عدد من الأحزاب السياسية، امتلأت قاعات ومكاتب المركز الرئيسي لحزب المؤتمر السوداني في منطقة العمارات بوسط الخرطوم، بمجموعة من الكوادر الصحية الشبابية من الجنسين .

حيث يعمل البعض على تركيب وتعبئة معقمات ومنظفات والبعض الآخر يجهز ملصقات ومطبوعات توعوية استعدادا لتوزيعها في المستشفيات والأماكن العامة في كافة مدن ومناطق السودان المختلفة .

المساعدات الوقائية

وعلى مدار ساعات اليوم، يتجول متطوعون تابعون لمبادرة “شارع الحوادث” في عدد من المستشفيات الرئيسية ومراكز الحجر الصحي في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن والمناطق الأخرى، وذلك للمساعدة في سد النقص في السترات الواقية والقفازات وكمامات الوجه والمعقمات .

كما أن المتطوعون في المبادرات الإبداعية يعملون على الحصول لكل ما من شأنه أن يضمن سلامة الطواقم الطبية العاملة في الخطوط الأمامية للتصدي لفيروس كورونا .

ولا شك أن الظروف الحالية في البلاد تتطلب مشاركة جميع منظمات وشرائح المجتمع المدني في دعم الجهود الوطنية الرامية للتصدي للمرض حتى يقل انتشار المرض في الأوساط السودانية

وتعمل مبادرة “شارع الحوادث” وفقا لموجهات وخطة وزارة الصحة لمكافحة جائحة كورونا، وذلك من خلال المساعدة في تجهيز مراكز العزل وتوفير الإمكانيات اللازمة لها، وتزويد المستشفيات وغرف الطوارئ بأدوات تشغيل أجهزة التنفس، وكل ما يكمن أن يحتاجه المرضى .

الحاجة أم الاختراع

ما يحدث في السودان حاليا ينطبق تماما على المقولة الشائعة التي تشير إلى أن الحاجة هي أم الاختراع، إذ بات من الطبيعي أن يطلب منك سائق “توكتوك” تعقيم يديك من جهاز صنعه بطريقة مبدعة وثبته في مركبته وكأنه جزء أصيل منها .

حيث أن هذا الأمر يظهر مدى التكاتف الذي يعم الأوساط السودانية في الوقت الراهن .

تأسيس لواقع جديد

وشهدت الأيام الماضية في السودان العديد من المبادرات التي ربما تؤسس لواقع جديد، يمكن الناس من التعايش مع أي أوضاع مشابهة في المستقبل .

وامتلأت وسائط التواصل الاجتماعي بالحديث عن اختراعات سودانية خالصة لتصنيع مغاسل أيادي وماكينات تعقيم إلكترونية، وغيرها من الأجهزة التي تكرس لثقافة التعامل مع الفيروسات والأجسام المعدية بطريقة إبداعية لافتة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.