السودان .. محاربة جشع التجار في زمن الوباء

مبادرات في الشارع السوداني لمجابهة جشع التجار \ الشرق الأوسط
0

حاله حال العديد من دول العالم الثالث والتي لا طاقة لها على مجابهة أضرار الوباء الذي استشرى في العالم على حين غرة، فإن السودان يعمل بكل ما أوتى من قوة لمنع انتشار كوفيد-19 في دولة محدودة الإمكانيات.

حيث نشطت في السودان العديد من المبادرات الطوعية الهادفة للتقليل من انتشار الوباء ومساعدة الدولة على احتوائه، في ظل ضعف في الإمكانيات، وظهور تجار يسعون لاستغلال الأزمة عبر رفع أسعار مستلزمات الوقاية.

مبادرة اللجنة المركزية الصيادلة

ولعبت مبادرة «اللجنة المركزية الصيادلة» مع شباب «لجان المقاومة» في الأحياء دورًا هامًا في محاربة جشع التجار ، وفعلت مبادرتها التي كانت قائمة قبل مدة طويلة، بتصنيع المعقمات محليًا في المعامل والبيوت، بمواصفات الصحة العالمية وتوزيعها على السودانيين.

وتتعاون نقابة أطباء السودان مع المنظمات التطوعية والمتطوعين من شباب «لجان المقاومة».

النقابة أقرت أن النظام البائد في السودان ترك وضع البلاد الصحي منهاراً تماما.

وقال رئيس اللجنة التسيرية للنقابة، محمد الفاتح إن “الشعب السوداني الآن هو الذي يملك زمام مبادرة مكافحة كورونا ويقود الحكومة الانتقالية التي رغم كل ما يقال عنها لكنها تختلف تمامًا عن الحكومة السابقة التي كانت تسترزق وتتكسب من أزمات وكوارث والآم وأحزان الشعب السوداني”، وفقًا لتصريحاته التي نقلتها صحيفة (القدس العربي).

ولفت إلى “مستغلي الوضع الحالي، وظهور تجار جشعين» أسماهم «مافيا الكمامات والمعقمات”.

وأوضح أن “أعضاء هذه المافيا زادوا سعر الكمامة العادية من 2 جنيه لخمسين جنيها وأنواع أخرى تصل لـ600 جنيه، مع زيادة في سعر معقم اليدين من 30 إلى 300 جنيه وأكثر”.

سلوك لا يشبه السودانيين

واعتبر الفاتح أن “هذا السلوك لا يشبه من شارك في بالثورة، الذين كانوا يقفون مع بعضهم البعض في الاعتصام، ويدعمون بعضهم البعض”.

وشدد على أن: “المجتمع الواعي، يتبرأ من هؤلاء الذين استثمروا حتى في مصائب الشعب السوداني، مثلما استثمروا في الوقود والخبز والدقيق”.

وحسب الفاتح، فإن اللجنة المركزية للصيادلة السودانيين استطاعت أن توفر معقمات، وفق مواصفات الصحة العالمية نفسها.

إنتاح المعقمات

وتتمثل خطة اللجنة في مجابهة كورونا حسب العضو فيها محمد علي، بإنتاج المعقمات بصورة بسيطة، وتوزيعها مجانا، ودعوة، الصيادلة وكل من له الرغبة في المجتمع وعبر منصات مختلفة، للعمل والتعاون، وقد وجدت هذه الخطة استجابة واسعة.

وبين أنه “في الأسبوع الماضي تم إنتاج أكثر من 800 ألف عبوة توزع مجانا. كما أن الفكرة هذه انتقلت لولايات السودان الأخرى، وانخرط فيها الصيادلة مع شباب لجان المقاومة”.

وقال: “نحن لم نحارب كورونا فقط، بل استطعنا محاربة جشع التجار“، كاشفًا أنهم “قاموا بتغيير الفورم، وهو دور كبير يحسب للصيادلة في الإنتاج لتركيبة المعقمات المعروفة بعدما تفاجأوا بزيادة مهولة في مادة (الكارفي بول) من 800 جنيه فقط لسعر الكيلو إلى 8 آلاف”.

بائعات الشاي

كما كانت أكثر المبادرات لفتا للانتباه في شوارع الخرطوم (خليك ببيتك وقروشك تصلك لحد عندك) وهدفها تعويض بائعات الشاي، وهي مهنه تمارسها الفتيات المطلقات والنساء الأرامل، هذه المبادرة قام بها عدد من الموظفين والعاملين الذين يحتسون الشاي من البائعات بالقرب من أماكن عملهم.

ست إصابات حتى الآن

أعلن وزير الصحة السوداني، أكرم التوم، فجر الإثنين، عن تسجيل إصابة جديد بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ليصبح عدد المصابين في السودان 6 إصابات حتى الآن.

وقال التوم: “المصاب وصل إلى البلاد قادماً من الإمارات في 13 مارس الجاري”.

وأضاف الوزير، أن “المصاب ما زال يتلقى الرعاية الطبية اللازمة وأنه تم تطبيق إجراءات متابعة مخالطيه”.

كما أوقفت وزارة الداخلية السودانية في الـ17 من مارس، جميع الخدمات والمعاملات بمجمعات خدمات الجمهور لمدة 10 أيام، تبعاً لتنفذ الإجراءات الاحترازية في البلاد درءأ لتفشى الوباء واستناداً إلى قرار مجلس الأمن والدفاع بفرض حالة الطوارئ الصحية في السودان .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.