السودان يؤكد سعيه لحل الخلافات مع إثيوبيا بالمفاوضات
صرح عمر قمر الدين وزير الخارجية السوداني المكلف، أن السودان يعمل على حلف الخلاف الحدودي مع الجارة إثيوبيا بالمفاوضات ولا يسعى لحله بالحرب.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك له مع نظيره البريطاني بالخرطوم قال: «أكدنا للوفد الزائر أننا مهتمون بحل خلافاتنا مع جيراننا بالطرق الودية والدبلوماسية».
وأضاف وزير خارجية السودان أن: «السودان وإثيوبيا بلدان تجمعهما جيرة وسيحلان خلافهما بسهولة بالمفاوضات والوسائل الدبلوماسية».
وبخصوص الخلاف حول سد النهضة، شدد الوزير على أنه أبلغ الوفد البريطاني أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة قبل الملء الثاني، بحسب المصري اليوم.
إذ قال قمر الدين: «بحثت مع الوزير البريطاني ملف الحدود مع إثيوبيا، ودعوت لندن للحديث مع أديس أبابا عن أن هذه الحدود أكثر حدود الدنيا المعروفة والمعلومة بواقعها وعلاماتها منذ اتفاقية 1902».
ومن جانبه كشف دينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية عن رفض بلاده لأي تفاوض مع السودان ما لم يسحب قواته من المواقع التي استولى عليها في السادس من شهر نوفمبر الماضي.
هذا وقد نفت الخارجية الإثيوبية عن وجود أي اتفاق مسبق بين السودان وإثيوبيا يقضي بدخول القوات السودانية للأراضي الإثيوبية.
إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ““ ما تم الاتفاق عليه بين البلدين هو ضبط الحدود، ومنع أي تحركات للقوى المناوئة للسلام في حدود البلدين”.
مؤكداً رفض إثيوبيا ربط سد النهضة بأزمة الحدود مع السودان، لافتاً إلى أن السد مفيد بالنسبة للشعب السوداني، على حسب تعبيره، مشيراً إلى أن التعبئة الثانية للسد ستكون في موعدها.
ويرجع تصاعد التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا الكبير بسبب معطيات تاريخية قديمة أججتها أوضاع داخلية صعبة ومعقدة يعيشها البلدان في الوقت الحالي .
والتي يمكن تلخيصها في ثلاث سيناريوهات متوقعة لمستقبل الأزمة وهي المواجهة العسكرية الشاملة و المحدودة المتقطعة أو نجاح أي جهود قد يقوم بها وسطاء محتملون لنزع فتيل الأزمة أو التوصل إلى صيغة ما للاتفاق على ترسيم الحدود.
فقد ظلت الحدود الشرقية للسودان مع إثيوبيا تشهد توترا متصاعدا منذ أكثر من شهرين على إثر هجمات نفذتها مجموعات إثيوبية مسلحة تقول أديس أبابا إنها عصابات خارج سيطرتها. وكنتيجة لتلك التوترات وقعت عدة حوادث راح ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين السودانيين.