كابوس كورونا .. العالم أمام سيناريوهات معقدة وأخرى متفائلة لتجاوز الازمة

سيناريوهات للخروج من أزمة كورونا \ NY1.com
1

في سياق الضجر والتساؤل عن نهاية كابوس فيروس كورونا بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الحجر الصحي، أجرت مجلة “لو نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية مقابلات مع خبراء وخرجت بوضع ثلاث فرضيات للخروج من الأزمة، اعتمادا على مدى السيطرة على الوباء.

وأجرى فريق تحرير المجلة تقييما للأزمة اعتمد فيه على خبراء في الصحة والاقتصاد والسياسة والجغرافيا السياسية، وذلك وفقًا لما نقله موقع (الجزيرة نت) وخلص إلى السيناريوهات الثلاثة التالية للخروج من أزمة كابوس كورونا ، مبديا أمله في نهاية سريعة بحلول يوليو 2020، ولكن مع احتمال تأجيل تلك النهاية إلى الخريف أو حتى بداية عام 2021، إذا لم تتحول المأساة الصحية إلى “جائحة اقتصادية” تستمر تداعياتها لعدة سنوات.

السيناريو الأول:

يعتمد هذا السيناريو المتفائل إلى حد ما، على نجاح الحجر الصحي، وبدء إجراءات إنهاء الأزمة واستكمالها مع نهاية مايو المقبل، مع أن الفيروس سيظل موجودا في فرنسا، ولكن الحكومة ستتبع إستراتيجية لمنع انتشاره.

ويقول الباحث في مختبر علم الأوبئة بجامعة بروكسل الحرة، ماريوس جيلبير، إن كبار السن ومن لديهم ملفات تشير إلى مخاطر سيكونون آخر من يستطيع الخروج دون عوائق، مشيرا إلى أنه “عندما ينخفض منحنى العدوى وفي الوقت نفسه تزداد القدرة التشخيصية، يمكننا الانتقال إلى العزل المستهدف للمرضى”، مع إمكانية إنشاء نظام تتبع إلكتروني على أساس طوعي.

ومن المسلم به -حسب المجلة- أن المأساة ستترك بصماتها، حتى لو أحكمت السيطرة عليها، حيث ستبقى آلاف العائلات في حالة حداد مؤلم لا تجد من يساندها فيه، كما سيخرج الناس من العزل بمزيد من التفاوتات الاجتماعية والتعليمية.

ويرى أحد الاقتصاديين أن “الصدمة ليست لها جذور اقتصادية عميقة”، وبالتالي يمكن أن يخرج الاقتصاد بسرعة من “غيبوبة كورونا” ولكن مع التذكير بأن عام 2020 سيظل يتسم بالركود العالمي.

سيناريو ثاني:

هذا السيناريو يدور حول احتمال العودة إلى الحجر بعد رفعه، وذلك بافتراض أنه بمجرد رفع الحجر سيبدأ عدد الإصابات في النمو مرة أخرى، مما سيؤدي إلى ذروة وبائية في وقت لاحق من العام، مما يضطر السلطات إلى رفع وإعادة الحجر، حتى يتوفر الحل، إما باللقاح وإما بحالة الحصانة الجماعية.

ومن عواقب هذا الوباء الزاحف، رفع الخسائر البشرية والتأثير الجسدي والنفسي للحجر على السكان الذين سيعانون نوبات من الإجهاد اللاحق للصدمة والاكتئاب، دون نسيان آثار الجهد الزائد على طاقم التمريض الذي يكابد الإرهاق والتوتر بعد الصدمة وخطر الإصابة بالمرض.

ونبهت المجلة إلى أن أي تمديد لأزمة كابوس كورونا يعزز الحاجة إلى التنسيق الأوروبي، مع العلم أن معارضة ألمانيا وهولندا والنمسا وفنلندا التي اتحدت ضد نظام التضامن المالي، يمكن أن يخلق توترا كبيرا، من قبيل ما تنبأ به الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك ديلور، حين قال “إن المناخ الذي يسود بين رؤساء الدول والحكومات في ضعف التضامن الأوروبي يشكل خطرا قاتلا على الاتحاد الأوروبي”.

السيناريو الثالث:

وتنطلق هذه الفرضية من رأي الاقتصادي في جامعة نيويورك نورييل روبيني، الذي كان الوحيد الذي تنبأ بأزمة الرهن العقاري عام 2008 قبل سنتين من وقوعها، وهو اليوم “يعد بالدم والدموع والعرق”، حيث يقول إن “الأزمة الاقتصادية العالمية التي سببها فيروس كورونا أسرع وأكثر حدة من الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وستسبب خرابا أكثر من الكساد العظيم”.

ولا أدل على ذلك من الانهيار المروع في أسواق الأسهم (-35%) والانفجار في عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة، (+ 10 ملايين)، إضافة إلى زيادة الذعر في المستشفيات الأوروبية والأميركية، وخطر الانتكاسة بالصحة في الصين.

ومما يزيد الطين بلة، أن ما توقعه الاقتصاديون من أن الأزمة “مؤقتة” ليس بالضرورة صحيحا، بحيث قد لا يختفي الفيروس هذا الربيع، ويبقى لأشهر طويلة وهو يعاود الظهور بشكل متقطع، خاصة أنه ليس من المؤكد الحصول على لقاح قريبا.

تعليق 1
  1. […] اقرا الخبر كاملا من الموقع الرسمي […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.