العمال الفلسطينيون في إسرائيل تحت مطرقة كورونا وسندان لقمة العيش

أحد العمال الفلسطينيون في إسرائيل \ Teller Report
0

مع تفشي وباء كورونا في فلسطين وإسرائيل تأثرت العديد من القطاعات جراء هذه الجائحة، حيث كانت طبقة العمال الفلسطينيون أكثر الطبقات تضررًا سيما وأنها تعتمد على رزق اليوم باليوم.

وسلط موقع (بي بي سي عربي) الضوء على قضية العمال الفلسطينيون الباحثين عن لقمة العيش في إسرائيل، حيث يوجد رجال أمن فلسطينيون ينصبوا حاجزًا أمنيًا مستترا في بداية الطريق الترابي وسط حقول بالقرب من مدينة الخليل، وفي العادة لا يفعلون هذا، إلا أن ظروف تفشي وباء كورونا أجبرتهم على ذلك.

حتى يزول الوباء

ويؤكد ضابط بالمخابرات يدعى رائد زغير أنهم سيمنعون العمال الفلسطينيون من التسلل إلى إسرائيل إلى حين أن يزول خطر الوباء، مشيرًا إلى ضرورة حماية الأمهات والزوجات والأطفال.

وذكر تقرير (بي بي سي عربي) أن هنالك  326 حالة إصابة مؤكدة بفيرس كورونا تم تسجيلها عند الفلسطينيين في الضفة الغربية، باستثناء القدس الشرقية، حيث أن معظم هذه الحالات ترجع إلى عمال عملوا في إسرائيل داخل المستوطنات اليهودية والتي بها انتشار كبير لمرض كورونا مقارنة بالأراضي الفلسطينية.

مطالبات بالعزل

وتحاول السلطة الفلسطينية أن تطلب من العمال العائدين من إسرائيل عزل أنفسهم لمدة إسبوعين.

وبناء على إخبارية، توقف أفراد الشرطة الفلسطينية سيارة نقل صغيرة، فيها خمسة أشخاص يدعون أن ليس لديهم نية لعمل شيء محظور، لكن تفتيشهم يكشف حيازتهم تصاريح عمل في إسرائيل.

يصادر رجال الأمن ما بحوزتهم ويطلبون منهم العودة لاستلامها في وقت لاحق. هذا يحدث عشرات المرات في اليوم الواحد.

في العادة يعمل أكثر من مئة ألف فلسطيني، بحوزتهم تصاريح، في إسرائيل والمستوطنات اليهودية، حيث يحصلون على أجور أعلى بكثير من الأجور في الأراضي الفلسطينية. ويدخل آخرون إلى إسرائيل بشكل غير قانوني للعمل.

ويعتبر دخل هؤلاء العمال مصدرا مهما لاقتصاد الضفة الغربية الذي أضعفه الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود.

خمسين ألف عامل

وعلى الرغم من إجراءات الإغلاق الصارمة التي اتخذتها السلطة الفلسطينية من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا، إلا أنها سمحت لقرابة الخمسين ألف عامل للذهاب إلى إسرائيل خلال شهر مارس الماضي، وذلك للعمل في قطاعات مختلفة منها الزراعة والبناء والصحة.

ويفترض أن يقوم أصحاب العمل بتأمين السكن للعمال الفلسطينيين حتى يتمكنوا من الإقامة لمدة شهر على الأقل، وذلك بموجب اتفاقية أبرمت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

واختار بعض العمال الإقامة في المستوطنات، للمحافظة على فرص عملهم.

لن يساعدني أحد

“أريد المحافظة على سلامة عائلتي وأصدقائي وأهل بلدي”، يقول معاذ بلاسمه، الذي يعيش بشكل مؤقت داخل خيمة في مصنع يعمل به في مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية.

ويضيف “إذا لم أعمل فلن يساعدني أحد، لا أستطيع أن أعبر عن مدى صعوبة ذلك. ليساعدنا الله”.

خلاف بين الجانبين

ونشب خلاف بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني بعد انتشار تقارير عن أن بعض العمال الفلسطينيين يقيمون في أماكن سكن غير إنسانية، وانتشار لقطات فيديو لشاب فلسطيني مريض يلقى به عبر حاجز حدودي إلى الأراضي الفلسطينية، ليتضح لاحقا أنه غير مصاب بالمرض.

واتهم متحدث باسم السلطة الفلسطينية الجانب الإسرائيلي باتباع سلوك “عنصري وغير إنساني”.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، العمال الفلسطينيين للعودة، وذلك وسط مخاوف من حدوث أزمة تتجاوز قدرات النظام الصحي الفلسطيني.

وقال اشتية “اقتصاد إسرائيل ليس أهم من أطفالنا”.

ارتفاع الحالات

وأكدت وزارة الصحة الإسرائيلية ، في آخر تقرير لها عن فيروس كورونا رصدها لـ100 إصابة جديدة بفيروس كورونا في إسرائيل، ليصل إجمالي الإصابات إلى 15398 إصابة، بينها 132 حالة حرجة.

وأوضحت الوزارة أن 132 حالة من المصابين، وصفت بالحرجة، فيما يخضع 102 منهم للتنفس الصناعي.

وأضافت أن 403 فقط من المصابين يتلقون الرعاية الطبية في المستشفيات، في حين 5629 يكافحون الفيروس من منازلهم، بينما يوجد 1737 شخص في فنادق مهيأة لهذه الغاية.

وأكدت وزارة الصحة الإسرائيلية أيضاً، أن عدد الوفيات بلغ 199 حالة، كما أشارت إلى إن عدد المتعافين من الفيروس ارتفع إلى 6602 حالة شفاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.