اللاجئين السوريين في الأردن .. معاناة متفاقمة مع فيروس كورونا

أطفال لاجئين سوريين في مخيم الزعتري بالأردن \ Middle East Eye
0

لاشك أن معاناة فيروس كورونا ضربت غالبية أسقاع الكرة الأرضية وبدلت الأحوال رأسًا على عقب، إلا أن معاناة اللاجئين السوريين في الأردن كانت مكتومة ولم يسمع لها صوت مع تفشي الوباء، فالكل بات مشغولًا بما عنده من إشكاليات.

وبقصاصات من بقايا قطعة قماش بالية جهزت اللاجئة السورية الستينية فرحة الحوراني الكمامات التي ترى أنها ضرورية ليرتديها أبناؤها وأحفادها ضمن إجراءاتهم للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا (كوفيد 19) في مخيم اللاجئين السوريين شمال شرق العاصمة عمان.

حياة أقرب للموت

“نعيش حياة أقرب للموت”، قالت الحوراني ، مضيفة أن “الكرفان الذي تقيم فيه عائلتنا المكونة من عشرة أفراد ضيق جدا، وزاد من ضيقه حظر التجول في شوارع المخيم مخافة انتشار كورونا“.

وتابعت “الكمامات الطبية مفقودة في المخيم، وليست لدي القدرة لشراء عشر كمامات طبية، لذلك قمت بقص قطع من الملابس وتفصيل كمامات ليلبسها أبنائي وأولادهم مخافة العدوى بكورنا”.

زيادة المآسي

حال اللاجئة الحوراني ينسحب على بقية اللاجئين السوريين في المخيمات، فحالة حظر التجول في المخيمات طالت كافة المرافق، بعدما شملت الخطة الوطنية الأردنية لمكافحة انتشار فيروس كورونا مخيمات اللاجئين السوريين .

اللاجئ سامر الحلبوس -وهو صاحب محل حلاقة- يقول إنه فقد مصدر دخله بإغلاق صالونه الذي يعتاش منه، ويضيف “الوضع المعيشي في المخيم صعب قبل حظر التجول وإغلاق المحال، وجاء كورونا ليزيد مآسينا، عندي أطفال بحاجة لحليب وفوط وغذاء، وننتظر المساعدات الإغاثية من مفوضية اللاجئين”.

خطة حكومية

بدورها، تؤكد مفوضية اللاجئين في الأردن أنها اتخذت إجراءات للحد من تنقل اللاجئين داخل المخيمات وخارجها، استجابة للخطة الحكومية في مواجهة الفيروس، وذلك لخطورة تعريض المخيمات ذات الكثافة السكانية العالية للتلوث بالفيروس، حيث لم يتم الإبلاغ عن أي إصابة بين اللاجئين حتى الآن.

الناطق الإعلامي باسم مفوضية اللاجئين محمد الحواري قال إن خطة المفوضية لمواجهة انتشار الفيروس في المخيمات أدرجت اللاجئين ضمن “خطط الاستجابة الصحية الوطنية”.

ولفت إلى أن وزارة الصحة الأردنية تعتبر أحد أهم الداعمين للاجئين، فإذا ما ظهرت إصابة بين اللاجئين فسيتم إحالتهم إلى المستشفيات الحكومية الأردنية المختصة، إضافة إلى أن كافة العيادات الطبية داخل المخيمات مهيئة للتعامل مع هذه الظروف.

صناعة الصابون

ولمواجهة هذه الفترة الصعبة على اللاجئين السوريين ، قررت المفوضية تمديد ساعات تزويد الكهرباء في كل من مخيمي الأزرق والزعتري، وذلك لمساعدة الطلبة في التعلم عن بعد، ومساعدة العائلات أثناء بقاء أطفالها في المنازل.

وفي سبيل مقاومة كورونا ولتوفير المواد الأولية للنظافة الشخصية، تبرعت سيدات في مخيم الزعتري بصناعة مادة الصابون المستخدمة في غسل الأيدي، حيث يقمن ببيع جزء منها لتوفير مصدر دخل لعائلاتهن، فيما يوزعن جزءا منه على عائلات اللاجئين في المخيم ممن لا يستطيعون شراءه.

ارتفاع الإيجارات

ورغم صعوبة حياة اللاجئين السوريين في مخيمات الزعتري والأزرق فإنهم يعتبرون أفضل حالا من اللاجئين الموزعين داخل محافظات المملكة والمخيمات العشوائية المقامة على أطراف محافظة العاصمة عمان وفي المناطق الزراعية الفقيرة.

فاللاجئون المقيمون في المدن يعانون من صعوبة توفير إيجارات المنازل المستأجرين لها، والتي تتراوح بين 150-200 دينار شهريا (200-280 دولارا)، ويفتقرون إلى الطرود الغذائية وحليب الأطفال والعلاجات الطبية المتوفرة لمن يعيشون في المخيمات، وفق ما نقله موقع (الجزيرة نت).

يشار إلى أن مفوضية اللاجئين تقدم مساعدات مالية شهرية لأكثر من 32 ألف لاجئ سوري يعيشون في الأردن.

مساعدات الأغذية العالمية

وقدم برنامج الأغذية العالمي في الأردن مساعدات غذائية إلى نصف مليون لاجئ تقريباً من السوريين وغيرهم، بالإضافة إلى مساعدات مادية . وذكر البرنامج في بيان له قيامه بتحويل مساعدات شهر أبريل للاجئين في المخيمات في وقت مبكر من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية للعائلات خلال فترة حظر التجول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.