الملك الأردني: أزمة كورونا كشفت عيوب النظام العالمي.. وضبط العولمة يقينا الأزمات

الملك عبد الله الثاني المصدر عربي بوست
0

قدم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني النداء إلى كل دول العالم من أجل التكاتف والتعاضد في الأزمات، مشيراً إلى أن ضبط العولمة يساهم في ذلك بشكل كبير، معتبراً بأن البلد الواحد لا يمكنه أن ينجح لوحده وأزمة فيروس كورونا التي أطلت على العالم خير دليل على ذلك .

تشكيل مؤسسات الدولة

وكتب عبد الله مقالاً نشر بصحيفة “واشنطن بوست“، وأوضح فيه بأن إعادة تشكيل المؤسسات الدولية وبناء مؤسسات جديدة أينما دعت الحاجة يكون أمراً بالغ الأهمية لا سيما في مواجهة الضروريات أو النكسات التي تحتاج فيها الدول إلى مساعدات من دول أخرى .

وزاد في المقال المترجم على الموقع الرسمي للديوان الملكي الهاشمي ونشر اليوم الثلاثاء تحت عنوان “حان الوقت للعودة إلى العولمة، ولكن لنطبقها بالشكل الصحيح هذه المرة” .

ودعا دول العالم إلى وضع الخلافات جانباً وعليها أن تدرك بأن خصومات الأمس لم تعد تعني شيئاً في مواجهة هذا التهديد المشترك، فيروس كورونا والذي يواجه العالم أجمع، ليخلص إلى أنه “لمواجهة هذا التهديد الأوحد، علينا أن نتقارب وأن نعمل معاً، وأن نوحّد هدفنا وتركيزنا لتصبح غايتنا بقاء وسلامة البشرية في المقام الاول ” .

الأكثر خبرة

وأضاف الملك الأردني في مقاله: “لا أذكر السياق الذي قيل فيه ذلك بالضبط، ولكني فوجئت مؤخراً عندما ذكر لي أحد المسؤولين أنني أصبحت الأطول خبرة بين القادة العرب من حيث سنوات الخدمة” .

وزارد: ” فتسارعُ وتيرةِ الأحداث وكثرتها على مدار العقدين ونيف الماضيين، من حروب وهجمات إرهابية ونزاعات في المنطقة وموجات من اللجوء وأزمات مالية، جعلت الأعوام تتداخل ببعضها البعض”.

وتابع “بمجرد ما بدأت أظنّ بأنني قد مررت بكل التجارب الممكنة، أقبل علينا فيروس كورونا، لا أستطيع أن أتذكّر وقتاً سابقاً كانت فيه نفس القضية على رأس أولويات كل قائدٍ على هذا الكوكب، وهذه الحقيقة التي نعيشها تؤكد مدى غرابة هذه اللحظة في تاريخنا، ولكن الأولويات المشتركة لا تترجم دائماً إلى عمل مشترك”.

وقال “من المُطمئن رؤية القطاع الطبي حول العالم يعمل على تبادل المعلومات، بينما يسعى الأطباء والباحثون للوصول إلى علاج، وعلى الرغم من ذلك، لا يمكننا تجاهل حقيقة أن هذا العدو العابر للحدود ظهر عندما دخل مصطلح “تفكيك العولمة” إلى معجمنا، بفضل بروز القوميات الوطنية الضيقة، وسياسات الحماية الاقتصادية، وبث الشكوك والريبة حول التعاون العابر للحدود بجميع أشكاله”.

وأضاف “اليوم، قرر عالمنا أن يدقّ ناقوس الخطر، وعلى عكس التهديدات التي واجهها العالم سابقاً، نحن جميعاً نواجه اليوم هذا التهديد معاً، وفي آن واحد، فهذه الأزمة قد سلّطت الضوءَ على عيوب نظامنا العالمي” .

واختتم: ” تلك العيوب التي نشأت نتيجة الظلم الاجتماعي، وتفاوت الدخل، والفقر، وسوء الحوكمة، وبينما يأمل الكثيرون أننا سنتمكن من إعادة بناء عالمنا بعد هذه الجائحة، فإن ذلك لن يكون كافياً، إنما يجب أن ينصبّ تركيزنا على ابتكار ما هو جديد، وما هو أفضل”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.