المواجهة أو ترك حزب الله.. مبادرة الراعي تحرج رئيس لبنان

المواجهة
0

مبادرة المواجهة التي طرحها البطريرك بشارة الراعي تشمل حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي بشأنه، أحرجت “التيار الوطني الحر” وحشرته في زاوية ضيقة.

فمن جهة، لن يكون بإمكان التيار الذي يرأسه النائب جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون، المواجهة بكركي (مقر البطريركية المارونية)، ولن يمكنه – من جهة أخرى- أيضا فك تحالفه بحزب الله.

وقبل أيام، أطلق الراعي أمام جماهير زارته مؤيدة، وثيقة سياسية تشكل من وجهة نظره حلاً الأزمة السياسية اللبنانية، من أبرز بنودها الحياد الإيجابي، وحصر السلاح بيد الدولة التي يجب وحدها أن تمتلك قرار الحرب والسلم، والدعوة إلى مؤتمر دولي.

لكن هذا الطرح الذي لاقى دعما وردود فعل إيجابية واسعة، لا يتناسب مع خطاب التيار الوطني الحر حليف “حزب الله” الذي يرفض حياد لبنان ويصر على حشره ضمن المحور الإيراني، إضافة الى رفض الحديث المطلق بموضوع سياسي.

ورغم أنه من المؤكد أن التيار الوطني الحر للن يكون بإمكانه التفريط بتحالفه مع حزب الله الذي يشكل له دعما سياسيا كبيرا وكان له الدور الأهم في وصول عون إلى الرئاسة، الاّ أنه في الوقت عينه لن يستطيع أن يكون بموقع المواجهة مع البطريركية المارونية، خصوصاً أنه يرفع في الوقت الحالي راية الدفاع عن حقوق المسيحيين لمواجهة خصومه، محاولاً استثارة العواطف الطائفية بعد انحدار شعبيته الى أدنى مستوى.

وخلال الأسبوع الماضي، حاول جاهداً بعث رسائل سياسية إلى البطريرك عبر وفود أو بيانات تؤكد على دعم مواقفه “إذا اقترنت بتوافق وطني”، أو الايحاء بأن هناك نقاطا في خطاب البطريرك يمكن مناقشتها وتطويرها وتحسينها لتحظى برضا الجميع، إلاّ أن هذه الرسائل لم تلق أي تجاوب من بكركي أو المجموعات التي دعمت البطريرك.

قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، إنه “على عكس حزب الله المنتظر دائما قراره من إيران، لا ينتظر رضى أي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها”.

وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية جاء رد المكتب الإعلامي للحريري على ما نشر عن أن رئيس الجمهورية، ميشال عون، أبلغ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنه سيكتفي بتسمية خمسة وزراء، بالإضافة إلى وزير الطاشناق في حكومة من 18 وزيرا، واصر في المقابل على أن يحصل على حقيبة الداخلية، على أن يمتنع النائب جبران باسيل عن منح الحكومة الثقة، إلا أن الحريري رفض لأنه لا يريد تشكيل حكومة قبل نيل رضى السعودية”.

وأكد المكتب الإعلامي لسعد الحريري في بيان أن “الحريري لم يتلق أي كلام رسمي من الرئيس عون في هذا الصدد. كما أنه على عكس حزب الله، المنتظر دائما قراره من إيران، لا ينتظر رضى أي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنما ينتظر موافقة الرئيس عون على تشكيلة حكومة الاختصاصيين”.

وتساءل: “إذا كانت كتلة التيار الوطني الحر ستحجب الثقة عن الحكومة وتقوم بمعارضتها، فما هو مبرر حصول رئيس الجمهورية على ثلث أعضاء الحكومة (خمسة زائدا واحدا من أصل 18)، في وقت كان الرئيس عون نفسه هو من يرفض في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان أن يكون لرئيس الجمهورية أي وزير في الحكومة، إذا لم يكن لديه كتلة نيابية تساهم في منحها الثقة ودعمها؟”.

وكان رئيس ​الحكومة اللبنانية​ المكلف، سعد الحريري​  غادرعصر الأمس ​بيروت​ متوجها الى دولة ​الإمارات ​ ويأتي ذلك وفقا” لما صرحت عنه جميع الصفحات .

ومع استمرار الإحتجاجات في لبنان ضد غلاء الأسعار والوضع الإقتصادي السيئ، تراجعت حظوظ تسريع تأليف الحكومة اللبنانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.