“النهضة” و” قلب تونس”.. تقارب كبير يقود إلى زعامة مطلقة في البرلمان التونسي
من خلال العديد من الجلسات الهامة التي باتت تعقد مؤخراً بين “حزب النهضة” وحزب “قلب تونس” يتضح جلياً بأن هناك العديد من الملفات والقواسم المشتركة التي تدعم الطرفين وبشكل قوي من خلال تواجدهم في البرلمان التونسي .
شراكة قوية
ومنذ بداية الجلسة الافتتاحية للبرلمان الحالي في تونس فقد بدأ واضحاً التناغم الكبير بين أعضاء الحزبين في الكثير من المواقف المشتركة، الأمر الذي عزاه البعض إلى قوة كبيرة لا سيما وأن الحزبين يتمتعان بقاعدة جماهيرية كبيرة لا يستهان بها في تونس عموماً .
ويرى العديد من الخبراء السياسيين في تونس بأن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تكوين مواقف مشتركة بين الحزبين، لا سيما في جلسة سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي والتي دار فيها الكثير من الجدل حول استمراره أو مغادرته .
وبدأ التناغم بين الحزبين يتجسد بوضوح من خلال العديد من المحطات الفاصلة والجلسات الهامة، لكن الظروف السياسية القائمة في البلاد تقودنا إلى أن نجاح تحالف بهذه الطريقة لن يكون سهلاً خاصة في ظل المواجهات الكبيرة التي من الممكن أن يخوضها الطرفان ضد العديد من الأحزاب الآخرى التي تسعى إلى تقليص حجم الحزبين .
مواقف متقاربة
وحدث الالتقاء والتقارب بين الطرفين في البرلمان التونسي عندما صوّتت “النهضة” لاختيار سميرة الشواشي عن “قلب تونس” نائبة لرئيس البرلمان التونسي، في الوقت الذي صوّت “قلب تونس” و”ائتلاف الكرامة” إلى جانب “النهضة” لاختيار راشد الغنوشي رئيساً .
وسعت العديد من الأطراف إلى فك الارتباط بين الطرفين من خلال خلق العديد من العثرات والتوترات، ولكن اتضح جلياً وبما لا يدع مجالاً للشك بأن الاتفاق أو التوافق الذي حدث بين الطرفين لن يكون من السهل تفكيكه، خاصة على مستوى البرلمان التونسي .
تقارب أم تنافر؟
ومن الواضح بأن هناك العديد من المحطات البرلمانية المختلة التي عززت الالقتاء والتقارب بين الطرفين، مثل موقف رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى، والذي يتعلق بالتدخل الخارجي في ليبيا، حيث تدعم هذا الموقف بقوة، في الوقت الذي يرى البعض بأن مثل هذه المواقف تعمل على إرباك البرلمان التونسي في الوقت الراهن .
ومن المتوقع أن يتعزز التقارب البرلماني بين الطرفين في حكومة هشام المشيشي في الدوة البرلمانية المقبلة، الأمر الذي يقودنا إلى قوة حقيقية قد تثبتها الأيام بين الطرفين.
ويتضح من خلال هذا التقارب بأن العمل السياسي ووجهات النظر في الحزبين سوف تتقارب أكثر من ذي قبل، ويبقى السؤال حاضراً، هل من الممكن ان تتعزز علاقة الطرفين أم أن المصالح ولغة السياسة سوف تقف عائقاً أمام الشراكة بين الطرفين؟ .