انسحاب أميريكا من قوات 3 قواعد عسكرية في العراق بات مسالة وقت ليس إلا، الأمر الذي فتح باب التسؤال حول هذه الخطوة التي تحدثت للمرة الأولى منذ غزو العراق عام 2003 وإنهاء حكم صدام حسين.
وسيأتي انسحاب أميريكا من القواعد العسكرية خلال الأسابيع المقبلة، حيث ستكون قاعدة القائم بالإضافة إلى قاعدتين عسكريتين أخرتين في العراق.
وسيتبقى للولايات المتحدة الأميركية 5 قواعد أخرى في العراق، إلا أن واشنطون وبحسب تقرير لموقع (بي بي سي) عربي، تحدث عن تطلعاتها إلى تقليص حضورها بشكل كبير في البلاد، في الوقت الذي تشهد فيه علاقة أميريكا توترًا ملحوظًا مع الحكومة العراقية وإيران.
انسحاب أميريكا باحتفالات
وسيقام احتفال هذا الأسبوع في القائم، حيث ستسلم الولايات المتحدة رسميًا التجهيزات إلى الجيش العراقي لمساعدته على ضمان الأمن في المنطقة.
وعليه سينتهي أي تواجد أميركي على طول الجانب العراقي من الحدود مع سوريا.
إنهاء وجود داعش
كانت المنطقة هي المكان الأول في العراق الذي يقع في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في عام 2014، وآخر منطقة تستعيدها القوات العراقية في نوفمبر 2017.
وبعد الانتصار على تنظيم الدولة في المنطقة، سيطرت القوات العسكرية المدعومة من إيران على جانبي الحدود.
على الرغم من تواجد قوات الأمن العراقية أيضاً في محيط القائم، إلا أنها الآن تحت سيطرة إحدى تلك القوات، وهي قوات الحشد الشعبي.
وفي ديسمبر أول 2017، كان يمكن رؤية كل من الأعلام العراقية والأمريكية وهي ترفرف بينما عمل التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات العراقية معاً لمحاربة داعش.
سلطة إيران في العراق
ويقول تقرير (بي بي سي) إن المزاج في المنطقة التي ستشهد انسحاب الولايات المتحدة قد تغير بصورة ملحوظة، حيث أصبحت الجماعات المدعومة من إيران جزءاً من قوات الأمن العراقية الرسمية وتكتسب السلطة.
ويمضي التقرير في القول: “كان هناك علم واحد فقط يرفرف في القائم، وقد سيطر الأمريكيون على القاعدة. لكن خارج القاعدة، كانت الطرق مليئة بأعلام الحشد واللوحات الإعلانية التي تصور المرشد الأعلى لإيران، وهو رجل ترى بعض مجموعات الحشد الشعبي أنه زعيمها الديني وقائدها”.
وكان على القوافل الأمريكية المرور عبر نقاط التفتيش التي تسيطر عليها قوات الحشد الشعبي للسفر إلى قاعدة مدفعيتها على الحدود السورية.
توعد حزب الله
وقال قائد كتائب حزب الله الذي أطلق على نفسه اسم “أبو أمين” في مقابلة بمقر الحشد الشعبي في بغداد “سنجعلهم يغادرون إذا لم يرغبوا في المغادرة”.
وأدى اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، في وقت سابق من هذا العام، إلى زعزعة استقرار تلك الديناميكية الهشة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم كانوا يخططون إلى انسحاب أميريكا من مناطق مثل القائم منذ العام الماضي بسبب انخفاض التهديد من تنظيم الدولة، لكن القلق على سلامة القوات الأمريكية وقوات التحالف أدى إلى تسريع هذه الخطوة. أكدت قناة السومرية نيوز العراقية، اليوم الإثنين، بدء انسحاب القوات الأمريكية من 15 قاعدة في العراق.
تقليص القوات الأميريكية
وبدأ تخفيض عدد جنود الولايات المتحدة فى العراق منذ منتصف فبراير الماضي، وقال ترامب فى تغريدة له عبر حسابه الرسمى فى “تويتر”، “بالنسبة لقرار الحرب فى العراق الذى يتم التصويت عليه، فى مجلس النواب، فإننا وصلنا إلى 5000 جندى، وسنقلل العدد”.
يشار إلى أن مجلس النواب الأمريكى، قد صوت على مشروع قرار من شأنه إنهاء التفويض باستخدام القوة فى العراق، والذى تم المصادقة عليه عام 2002 ليعطى التخويل التشريعى للولايات المتحدة لإطلاق حرب العراق عام 2003.
