انقسام كبير حول سرت الليبية.. ودول أوروبية تصف تصريحات السيسي بالساذجة

جانب من مدينة سرت الليبية المصدر بي بي سي
0

من الواضح بأن هناك اجماع من بعض الدول الغربية والأوروبية على عدم دخول قوات الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج إلى مدينة سرت الليبية والإستيلاء عليها، إذ أن قوات الوفاق تمكنت مؤخراً من السيطرة على معظم الأجزاء الكبيرة في البلاد والتي كان يسيطر عليها سابقاً اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من مصر وروسيا .

مزايا استراتيجية

ومن الواضح بأن السيطرة على سرت تعني السيطرة على الكثير من المواقع الاستراتيجية في ليبيا .

إذ أن المدينة يعرف خلاف موقعها الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، فهي مدينة تتمتع بمزايا يجعل منها مطمعاً لكل القوات المختلفة التي تريد السيطرة عليها .

فمدينة سرت تعتبر بوابة الهلال النفطي في ليبيا، كما أنها النقطة الوحيدة التي يمكن من خلالها التحكم بشكل مباشر بالطريق إلى الموانئ الرئيسية في ليبيا والمتمثلة في السدرة ورأس لانوف والزويتينة بالإضافة إلى البريقة .

ومن الواضح بأن المعسكر الأمريكي التركي الذي يدعم حكومة الوفاق الليبي بقيادة فائز السراج لا يريد الخوض في حروب مباشرة في تلك المنطقة، كما أنه من الواضح بأن هناك انقساماً سياسياً بشأن استكمال قوات الوفاق لعملياتها العسكرية في السيطرة على سرت والجفرة .

وهناك العديد من التقاطعات التي تحدث في الوقت الراهن، إذ أن أمريكا قد تذهب في طريق دعم تركيا وحكومة الوفاق فيما يتعلق بالسيطرة على قاعدة الجفرة أولاً، والتي تتواجد فيها حالياً قوات فاغنر الروسية، إلا أن أمريكا تدعم موقف عدم الخوض في حرب مباشرة مع روسيا في تلك المنطقة، وذلك لا يتحقق إلا بعدم التواجد الروسي في ليبيا، وإلا فالحرب على ما يبدوا فإنها سوف تكون سيدة الموقف .

موقف أوروبي

ومن الواضح بأن هناك توجه أوروبي بعدم استمرار العملية العسكرية لحكومة الوفاق، وهذا بالضبط لا يعني بالضرورة قبول التصريحات التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل عدة أيام عن أنه يريد تسليح أبناء القبايل على حكومة الوفاق .

وكانت العديد من الدول الأوروبية الداعمة لخيار عدم التدخل العسكري في ليبيا مثل ألمانيا قد أبدت دهشتها عن التصريحات التي أدلى بها السيسي، وكيف لرئيس دولة أن تخرج منه تصريحات بهذه السذاجة ( دعمه للفصائل) في الوقت الذي يبحث فيه عن أمن لبلاده على الحدود التي تربطه بليبيا .

ومن جانب آخر فإن فرنسا أصبحت تتخوف على مصالحها في ليبيا وتحديداً في مدينة سرت، إذ أن فرنسا تربطها الكثير من المصالح المشتركة مع ليبيا في الجوانب الاقتصادية لا سيما فيما يتعلق بتصدير البترول والغاز الطبيعي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.