بائعات الشاي في السودان .. مصير مجهول مع قرار الحظر الكامل

إحدى بائعات الشاي في الخرطوم \ The Globe and Mail
0

إذًا هي أيام في غاية الضبابية بانتظار بائعات الشاي في السودان عقب القرار الذي صدر اليوم من الحكومة السودانية بفرض حالة الحظر الكامل ابتدءاً من يوم السبت المقبل ولمدة ثلاثة أسابيع، في سياق المساعي المبذولة للحد من تفشي جائحة كورونا.

حيث أن حال بائعات الشاي وغيرهم من أصحاب “رزق اليوم باليوم”، سيكون في غاية التعقيد لا سيما وأن الأحوال الاقتصادية في السودان ازدادت سوءًا مع ارتفاع الأسعار في الأسواق بصورة مقلقة.

مشقة متفاقمة

سلط موقع (الجزيرة نت) الضوء على حال بائعات الشاي في الخرطوم، ومدى المشقة التي يعانينها مع حالة الحظر الجزئي في الفترة المسائية للحظر، إلا أن الوضع من الواضح عليه سيزداد سوءًا مع القرار الذي صدر اليوم بالإغلاق الكامل.

وتعول حواء أسرةً من خمسة أبناء وبنات، اعتادت منذ نحو 18 عاما الإنفاق عليهم من عملها كبائعة شاي، بعد انفصالها عن زوجها، فباتت تصارع وحيدة ظروفا غاية في القسوة، لكن تقول، إنها وطوال الأعوام الطويلة الماضية لم تكابد مشقة كما تعانيها هذه الأيام.

وكانت حواء الشهيرة وسط روادها في منطقة الخرطوم شرق بابتسامتها الدائمة، تعمل خلال الفترة المسائية متخذة من الفناء الخارجي للمركز الثقافي الفرنسي مقرا دائما على مدى سنوات، فيلتف حولها العشرات من عاشقي الشاي والقهوة، إذ تجيد صنعهما وتقديمهما بطريقة يكتنفها سر يجعل من شربهما مرة لا يقوى على عدم تكرار الزيارة ليفوز بأكواب أخرى.

مصدر الرزق الوحيد

لكن مع قرار السلطات الحكومية فرض حظر التجول الجزئي ليبدأ من السادسة مساء حتى السادسة صباحا، في محاولة للحد من تفشي وباء “كورونا” لا تتمكن حواء ومئات من زميلاتها في المهنة ذاتها من بيع الشاي كما المعتاد، وبالتالي انقطع مصدر رزقهن الوحيد.

وتقول حواء بعد أن قررت العمل في المكان ذاته خلال الفترة الصباحية، إن “الوضع لا يحتمل كما ترون، ولا يجدي معه البقاء دون عمل. وقد جربت خلال الأيام الثلاثة الماضية المكوث في الدار والتفكير في بدائل لكن لم أجد من يساعدني ولم أستطع توفير أي مال لمواجهة مصروفات الحياة”، فقد “الغلاء طال كل شيء”، تضيف بأسى واضح.

رمضان على الأبواب

غير أن عائشة علي يرهقها أكثر الأثر القوي لحظر التجول الجزئي على عملها في بيع الشاي خلال الفترة الصباحية، حيث اضطرت لخفض ساعات العمل نهارا.

وتقول عائشة إن عدد الموظفين انخفض إلى النصف بسبب تقليل معظم المؤسسات للقوى العاملة فيها لتلافي الازدحام، وهو ما يجعلها تغادر باكرا مستغنية عن نحو أربع ساعات كانت تعمل فيها قبل حظر التجول، وبالتالي يتراجع مستوى دخلها بشكل يومي للحد الذي قد يعجزها عن شراء مستلزمات العمل الأساسية من سكر وقهوة وفحم وجميعها تشهد يوميا ارتفاعا في الأسعار.

ولا تدري عائشة التي تعول اثنين من الأبناء ما ستفعله حال طبق الحظر الكامل للتجول، وتقول مستسلمة “إذا تم فرضه فلن نستطيع أن نفعل شيئا.. سننتظر رحمة الله”، ثم تستدرك بأن الجيد أن هذا الوضع فاجأنا أثناء العطلة الدراسية وهو ما يقلل إلى حد ما مستوى الإنفاق والاحتياجات اليومية لكن هناك أيضا شهر رمضان على الأبواب ويتطلب مستلزمات خاصة في ظل أسعار ملتهبة.

الحظر العام

وفي سياق متصل، قال وزير الإعلام السوداني، فيصل محمد صالح، إن السلطات ستفرض العزل العام على العاصمة الخرطوم، لثلاثة أسابيع بعد اكتشاف عشر حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، يوم الإثنين.

ونقلت وكالة رويترز عن الوزير السوداني، أن العزل العام في الخرطوم؛ وهي أكثر مدن البلاد سكانا، سيبدأ يوم السبت، لأجل كبح تفشي الوباء.

وتم تسجيل 29 إصابة بفيروس كورونا المستجد إجمالا في السودان، مما أدى إلى وفاة شخصان، فيما تعافى أربعة آخرون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.