بعد الحريق الذي شب في مخيم موريا.. وعود خائبة ومعاناة متجددة للمهاجرين
بعد الحريق الذي شب في مخيم “موريا” في الثامن من الشهر الجاري أدرك الكثير من المهاجرين السوريين والأتراك وغيرهم من الجنسيات الآخرى بأن عبور بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط من أجل الدخول إلى عمق القارة الأوروبية بمراكب بات أمراً صعب الحدوث .
بلا مأوى
وتتواجد مئات الأسر في مخيم ” موريا” المتواجد بالقرب من الحدود اليونانية وتحديداً في جزيرة ليسبوس، حيث أنهم أصبحوا بلا مأوى بعد أن التهم الحريق الأخضر واليابس في المخيم .
ويرى البعض من النشطاء بأن الحريق تم افتعاله من أجل الحد من ظاهرة الهجرة الغير شرعية إلى القارة الأوروبية والتي تضررت منها العديد من الدول ما يجعل الكثير من الحكومات تلجأ لمثل هذه الحيل من أجل الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية .
ومن الواضح بأن هناك الكثير من السياسيات الأوروبية المختلفة والتي تسعى في المقام الأول إلى وقوف هذه الظواهر التي تعمل على إرهاق السلطات بحسب تعبيرهم .
جنسات مختلفة
وبحسب العديد من المنظمات الحقوقية فإن المخيم يتسع لحوالي 2600 شخص، ويضم أكثر من 12 ألف من الجنسيات المختلفة .
كما أنه يتواجد ما لا يقل عم 4 آلاف طفل في ذلك المخيم ويحتاجون إلى الوصول إلى وجهتهم سواء فرنسا أو بريطانيا أو غيرها من الدول، حيث أن منظمة ” برو أزول ” في هذا الصدد عملت على الضغط على العديد من الحكومات منها الألمانية والبريطانية من أجل قبول طالبي اللجوء الذين يتواجدون في المخيم .
وعقب الحريق الكبير، وضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأوراق الثبوتية للكثير من المهاجرين قد ضاعت، ما يجعلهم أمام محك حقيقي يتعلق بضياع فرصتهم في الذهاب إلى القارة الأوروبية والبقاء في أحد دولها المختلفة .
كما أن العديد من الأسر تواجدت في المخيم لأعوام كثيرة، حيث أنها فضلت البقاء في المخيم عوضاً عن الرجوع إلى الوجهات أو البلدان المختلفة التي قدمت منها، ما يؤشر إلى أنهم ضاقوا زرعاً بسياسات حكوماتهم التي تعمل على الفقر والتجيع ما يجعلم يواجهون مخاطر الهجرة إلى أوروبا .
وحتى الآن وبعد مرور أيام من الحريق فقد تشرّد ما لا يقل عن 12 ألفاً من قاطني المخيم إلى الطرقات وتحت الأشجار، وتتداول وسائل الإعلام الأوروبية المختلفة يوماً بعد الآخر المأسي التي حلت بهؤلاء المهاجرين .
وبالرغم من الوعود اليومية التي تبذلها السلطات اليونانية والأوروبية من أجل حل مشاكل هؤلاء العالقين إلا أنه لا أمل من حل إشكاليات العالقين في ظل الوعود التي لم تثمر عن فعل حقيقي على أرض الواقع .