تجمع المهنيين السودانيين .. الصراع الذي يقود إلى الهاوية

القيادي بتجمع المهنيين د. محمد ناجي الأصم \ المراسل
0

حينما قام تجمع المهنيين السودانيين بإعلان انتخاب سكرتاريه جديدة للتجمع، في 11 مايو الماضي، برزت إلى السطح صراعات داخل الجسم النقابي نتيجة اعتراض عدد من الكيانات داخل التجمع على السكرتارية الجديدة أبرزها لجنة أطباء السودان المركزية.

وخلت القائمة من القياديين البارزين في التجمع د. محمد ناجي الأصم، وأحمد ربيع سيد أحمد.

وعلى الرغم من إعلان التجمع أن السكرتارية جرى انتخابها عبر مجلس التجمع، إلا أن هذه الخطوة أدت إلى أن يصدر تجمع مهنيي الموارد البشرية السودانيين، تجمع المهندسين السودانيين، التحالف الديمقراطي للمحامين وتجمع مهنيي الأرصاد الجوية، بياناً رافضاً للخطوة.

أما التحفظ ومبررات الرفض وقتها فقد جاءت لجهة أن السكرتارية الجديدة لتجمع المهنيين المكونة من (9) أشخاص، معظمهم من منتمين ومحسوبين على الحزب الشيوعي السوداني. وبرر مراقبون الخطوات الرافضة لما تم بأن العضوية أتت من حزب واحد.

صراع حقيقي

استكمالاً للحلقة المفقودة لدى البعض وبروز الصراع على وجهه الحقيقي عقد مؤتمر صحفي يوم “السبت” الماضي لتجمع المهنيين تحدث فيه القياديون بالتجمع د. محمد ناجي الأصم، إسماعيل التاج، وطه عُثمان.

الأصم أشار خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن الخلافات حدثت منذ اندلاع الثورة، وأن الانقسام حدث بتجمع المهنيين في 10 مايو الماضي، ونوه إلى أن أنهم كانوا متفقين فقط على إسقاط النظام.

ومع إقرار الأصم بوجود أزمة داخل الكيان، أكد أن بعض الأجسام في التجمع باتت تُمثل واجهاتٍ حزبية مُحددة، وبعضها لا تستند على قواعِد حقيقية، وأكد سعيه لعملية إصلاحية حقيقية داخل التجمع.

وقال: “إن ‏‎تجمع المهنيين إذا تحول لخدمة أجندة حزبية محددة فلن يتمكن من أن يكون تجمُعاً للمهنيين، لكن يمكن تسميته شئ آخر”.

ووفقًا لموقع (باج نيوز) السوداني فقد أشارت مصادر إلى أن العملية الانتخابية من حيث الإجراءات صحيحة إلا أن النتيجة أتت بكوادر حزب واحد في قيادة تجمع المهنيين السودانيين .

آراء مضت للقول إن محاولة الأحزاب السيطرة على تجمع المهنيين عائد إلى تعيين الولاة وتكوين المجلس التشريعي في محاولة للظفر بنسبة أكبر من المقاعد.

تحرك البركة الساكنة

ما أن حرك الأصم وآخرون في التجمع عبر المؤتمر الصحفي البركة الساكنة وإعلانهم عن خطوات تصحيحة حتى هاجم تجمع المهنيين “مجموعة الأصم”، متهماً إياها بالتهافت على المناصب، وأكد أن التغيير الذي حدث مؤخراً في قيادته تم بأعلى درجات المؤسسية.

ووصف التجمع في بيان، المجموعة التي نظمت المؤتمر الصحفي بالمهزومين، والخطوة التي قاموا بها بالانتحارية.

بدوره، شرع القيادي بتحالف قوى الحرية والتغيير محمد عصمت، في مبادرة لرأب الصدع داخل تجمع المهنيين، مجرياً إتصالات مع أطراف الخلاف.

إضعاف قوى الحرية والتغيير

القيادي بقوى الحرية والتغيير الصادق آدم قال إن التباينات والإنقسامات في تجمع المهنيين ستكون لها آثارها السالبة في قوى الثورة، إلى جانب تأثيرها المباشر على قوى إعلان الحرية والتغيير في أدائها وعملها، ونوه إلى امتداد التأثير على مهام الفترة الإنتقالية.

الصادق أكد أن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير قاد مبادرة جادة لتوحيد تجمع المهنيين وخلق نوع من التوافق بين طرفين الصراع.

وأضاف: “مازال مستمراً في جهوده لخلق هذا التوافق وفق موجهاتٍ واضحة إلى حين إجازة قانون النقابات وتأسيس نقابات ديمقراطية بمشاركة قواعد المهنيين من القاعدة إلى القمة”.

واستدرك الصادق بالقول: “لكن تقاطعات وتكتيكات بعض الأحزاب السياسية عمقت الخلاف بين طرفي الصراع ومن المتوقع أن يمتد تأثيره على جسم الحرية والتغيير”.

وحول الأطراف المستفيدة من الصراع، أكد الصادق أن أعداء الثورة وأصحاب الإمتيازات التاريخية والقوى الظلامية وجزء من الأحزاب السياسية، مستفيدون من هذه الإنقسامات لتحقيق انتصارات وقتية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.