“تحرير الشام” المنشق عن القاعدة في سوريا “ذخرٌ” لأمريكا !!

0

صرّح مسؤول أمريكي كبير سابق تصريحاً أثار صدمة في الأوساط الأمريكية المعنية بسوريا وقضايا الإرهاب، بشأن هيئة تحرير الشام أحد الفروع السابقة لتنظيم القاعدة في سوريا. 

إذ قال المبعوث الأمريكي الخاص السابق لسوريا السفير جيمس جيفري في جزء من مقابلة نُشر يوم الجمعة 2 أبريل/نيسان إن الفرع السوري لتنظيم القاعدة “ذُخرٌ” للاستراتيجية الأمريكية في سوريا، حسبما ورد في تقرير لموقع Responsible Statecraft الأمريكي.

وكان جيفري يشرف على سياسة إدارة ترامب في سوريا حتى نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، حين غادر وزارة الخارجية الأمريكية في أعقاب انتخاب الرئيس جو بايدن.

الخيار الأقل سوءاً

وقال السفير جيمس جيفري قد صرح في مقابلة مع قناة PBS News في مارس/آذار عام 2021 إن جماعة المعارضة الإسلامية هيئة تحرير الشام “الخيار الأقل سوءاً” من بين الخيارات المختلفة في إدلب.

واعتبر المسؤول الأمريكي السابق أن إدلب واحدة من أهم الأماكن في سوريا، التي هي أحد أهم الأماكن في الشرق الأوسط الآن”.

وكان مقطع المقابلة مأخوذاً من فيلم وثائقي سيُعرض قريباً على قناة PBS عن أبومحمد الجولاني، القيادي السابق في القاعدة الذي يتزعم الآن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

ويعتقد أن “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) أحكمت سيطرتها بشكل كبير على منطقة إدلب في شمال سوريا، وشكّل التقدم الخاطف لها في إدلب بداية العام (2019) نكسة جليّة لعدة فصائل تدعمها تركيا.

هيئة تحرير الشام بدورها تحاول استرضاء أمريكا

وتحاول هيئة تحرير الشام تقديم نفسها على أنها جماعة معتدلة تسعى إلى إزالة اسمها من قائمة الإرهاب الدولي، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد أن صنفتها الولايات المتحدة مؤخراً ضمن “الكيانات ذات الاهتمام الخاص”، حسبما ورد في تقرير لموقع Al-Monitor.

وكان الجولاني، الذي تصنفه الحكومة الأمريكية إرهابياً، قد قال لقناة PBS إن علاقته بالقاعدة “انتهت” وأن تصنيفه إرهابياً “مجحف”.

وزعم أن جماعته الجديدة “لا تمثل تهديداً لأمن أوروبا وأمريكا” وأنها “تعارض تنفيذ عمليات خارج سوريا” على الدوام.

إنها تسيطر على ثلاثة ملايين سوري

وتسيطر هيئة تحرير الشام الآن على محافظة إدلب، التي يقطنها ما يقدر بثلاثة ملايين شخص، كثير منهم من اللاجئين الفارين من قمع الحكومة السورية. وقال الجولاني إن هيئة تحرير الشام والولايات المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في حماية هؤلاء، وفقاً لقناة PBS.

وسبق أن اتُّهمت هيئة تحرير الشام بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، مثل التعذيب والنهب.

وجاءت تصريحات جيفري والجولاني بعد عام من معركة كبرى نشبت في المحافظة وتسببت في نزوح ما يقرب من مليون مدني.

وكانت الحكومة السورية، بدعم من روسيا، قد شنت هجوماً لاستعادة إدلب أواخر عام 2019. وبعد أن حاصرت القوات الموالية للحكومة العديد من مواقع حفظ السلام التركية في المحافظة، شنت تركيا هجوماً مضاداً في فبراير/شباط عام 2020.

وكانت روسيا وتركيا قد اتفقتا على وقف إطلاق النار في 5 مارس/آذار، وإن استمر نشوب اشتباكات متفرقة.

حملة ضد التنظيم الذي ما زال محسوباً على القاعدة

وأطلقت هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على محافظة إدلب شمال غرب سوريا، مؤخراً حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد قيادات وأعضاء بارزين في تنظيم حراس الدين المحسوب على تنظيم القاعدة، حسبما ورد في تقرير آخر لموقع Al-Monitor.

ويبدو أن الاعتقالات التي طالت التنظيم الجهادي هي استمرار للحملة الأمنية التي أطلقتها هيئة تحرير الشام منذ فترة لإضعاف حراس الدين وربما القضاء عليه.

وقال قيادي عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير (الموالية للجيش السوري الحر في إدلب) لـAl-Monitor -شريطة عدم الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية- إن حملة الاعتقالات التي قامت بها هيئة تحرير الشام ضد قيادات حراس الدين تظهر أن الهيئة “ما زالت تخشى التنظيم وتريد إضعاف حراس الدين الذي ما زال موالياً للقاعدة رغم تشتيت قادته وتفكيكه من خلال حملاته الهيئة”.

وأضاف: أتوقع استمرار حملة الاعتقالات في المرحلة المقبلة. حتى لو لم تستطع هيئة تحرير الشام القضاء على التنظيم، فإن ضغطها سيدفع القادة الباقين في حراس الدين إلى التفكير في الهروب خارج إدلب. خاصة أن جماعة “حراس الدين” حالياً ضعيفة، وقادتها وأعضاؤها يتحركون بحذر خوفاً من الاعتقال أو القتل.

وقال الباحث المقيم في اسطنبول في مركز جسور للدراسات، عباس شريفة، لـ”Al-Monitor” إن هيئة تحرير الشام ستواصل عملياتها الأمنية واعتقالاتها ضد التنظيم في إدلب لأن “الجولاني ببساطة لا يريد أي منافسين في إدلب، خاصة من تيار جهادي محسوب على القاعدة، التنظيم الذي حاول الابتعاد عنه. 

مواقف أخرى مثيرة للجدل

لم يكن هذا الموقف المثير للجدل الأول للمبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، حسب تقرير موقع Responsible Statecraft الأمريكي.

فبعد فترة وجيزة من مغادرته الحكومة، اعترف جيفري بأنه كان يخفي أعداد القوات الأمريكية في سوريا عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقبل ذلك بسنوات، فإن الدبلوماسي الذي عمل في تركيا، أشاد في مقال نُشر عام 2013، بالانقلاب العسكري الذي وقع في تركيا عام 1980، والذي أدى إلى اعتقال وتعذيب آلاف المعارضين.

وكتب: “الانقلاب الذي حدث في تركيا ربما يكون أنجح التدخلات العسكرية العديدة في المنطقة على مدى الأربعين عاماً الماضية. ورغم تمرد حزب العمال الكردستاني، والمشكلات السياسية الحالية، وغيرها من المخاوف، فقد حققت تركيا نجاحاً ديمقراطياً شاملاً منذ انقلاب 1980، فضلاً عن أنها حليف مستقر وقوي ومفيد للولايات المتحدة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.