ترشيح الكاظمي لرئيس الحكومة العراقية يزيد من توتر الساحة السياسية

الكاظمي والزرفي المصدر العربي
0

الواقع السياسي بات معقداً للغاية في العراق لا سيما في ظل توافق كتل سياسية على تعيين عدنان الزرفي رئيساً للحكومة في حين تعارض كتل آخرى التعيين وترى فيه نوعاً من المزايدة السياسية ليس إلا .

شخصية جديدة

وعقب أيام من الاجتماعات والمفاوضات المستمرة، توصلت القوى السياسية العراقية الرافضة لتكليف عدنان الزرفي تشكيل الحكومة، إلى اتفاق مبدئي على ترشيح رئيس جهاز المخابرات العراقي الحالي مصطفى الكاظمي، لرئاسة الحكومة الجديدة في البلاد .

وكان الزرفي قد كُلف، منتصف شهر مارس الماضي  بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، وهو ما اعتبرته القوى السياسية الشيعية تجاوزاً لاستحقاقها الانتخابي في المنصب .

وجاء اتفاق القوى السياسية الشيعية، ليلة أمس، خلال اجتماع حي الجادرية الراقي في العاصمة بغداد، دام لعدة ساعات، بعدما تمكن الزرفي من رفع أسهمه عبر كسب دعم نواب جدد من كتل مختلفة لمصلحته، أذ يؤكد نواب في تحالف “النصر” البرلماني أنه نجح في جمع أغلبية مريحة لتمرير حكومته في جلسة التصويت .

انقسامات على الكاظمي

وواجه رئيس جهاز المخابرات العراقي الحالي مصطفى الكاظمي اعتراضاً شديداً من قبل قوى سياسية وفصائل مسلحة مقربة من إيران، خلال المشاورات التي سبقت تكليف محمد توفيق علاوي وبعده عدنان الزرفي .

والقوى السياسية الشيعية، التي وافقت العودة إلى خيار ترشيح رئيس جهاز المخابرات الحالي، هي كل من تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، وتحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، وائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، وحزب الفضيلة، بزعامة محمد اليعقوبي، وتحالف العقد، بزعامة فالح الفياض .

وحزب ائتلاف النصر، بزعامة حيدر العبادي، رفض المشاركة في هذا الاتفاق، مع الإصرار على دعم التصويت على الزرفي، كذلك إن المالكي اشترط حصول أغلبية شيعية على الكاظمي، حتى يدعمه مستقبلاً .

قبول بشروط

وفي السياق قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بأنه ليس معارضاً على ترشيح مصطفى الكاظمي، ولكن مقابل شرطين: الأول اتفاق الجميع على دعمه، وكذلك أن يكون هناك تبنٍّ رسمي من القوى السياسية لهذا الترشيح .

واكد الصدر للقوى السياسية العراقية من خلال رسائل وصلت إليهم، أن تحالف سائرون، سيحضر جلسة التصويت على منح الثقة لحكومة الزرفي، وإذا تمكن الزرفي من تحقيق النصاب، فالتحالف سيصوت لمنح الثقة للحكومة الجديدة”.

لا شك أن القوى السياسية الشيعية المتفقة على ترشيح الكاظمي، تواصلت مع القوى السنية والكردية، والجهتان أكدتا دعمهما لأي قرار تتفق عليه الأغلبية السياسية الشيعية، لكون هذا المنصب وفق الأعراف من حصة المكون الشيعي في العراق .

ومن المقرر ان يُقدَّم كتاب الترشيح رسمياً فور إعلان رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي اعتذاره، أو رفضه في البرلمان العراقي .

موقف الكاظمي

تشير بعض التسريبات السياسية في بغداد إلى أن مصطفى الكاظمي لم يوافق بعد على تكليفه المنصب، ووضع عدة شروط مقابل ذلك .

وكان أول هذه الشروط هي منح عدنان الزرفي فرصته الكاملة في الحكومة، والثاني موافقة كل القوى السياسية الشيعية بكتاب خطي حول التكليف .

بجانب عدم تدخل القوى الشيعية بتشكيل الحكومة أو برنامجها الوزاري، وأن يكون له حرية اختيار الوزراء والمناصب التنفيذية الأخرى، وهو ما يعني وجوب أخذ موافقة القوى الأخرى الكردية والسنية التي رفضت محمد توفيق علاوي من قبل بسبب تفرده في تشكيل الحكومة دون الرجوع إليهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.