تفشي كورونا يوقف موجات الهجرة إلى القارة العجوز
وصل إلى الأراضي الأوروبية عام 2019 أكثر من 120 ألف طالب لجوء معظمهم عن طريق البحر، وتضاعف عدد الواصلين من بحر إيجة إلى اليونان مقارنة بالعام الذي سبقه، ومع بداية عام 2020 شهدت أعداد المهاجرين انخفاضا ملحوظا بسبب بداية تفشي فيروس كورونا المستجد.
تغير النظرة
نظرة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا قد تتغير كثيرًا بعد الأوضاع الخطيرة التي تعرضت لها دول القارة العجوز وخاصة في إيطاليا التي تعدت فيها نسبة الوفيات 10 ألاف شخص بسبب تفشي مرض كورونا ، وقد يدرك الشباب الراغب في الهجرة أن مرض بسيط حول الأوضاع إلى جحيم وتكاد الدول الذين جاءوا منها في أوضاع أفضل حاليًا.
تسابق في التسلح
وقالت رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر السفيرة نائلة جبر إن أزمة كورونا أثبت أن العالم كله قرية واحدة وأي مشكلة تطرأ في أي بقعة في العالم تنتشر في أي أجزاء أخرى، وكما حذر العلماء منذ فترة طويلة من التسلح الزائد كان لابد من إنفاق تلك الأموال على البحث العلمي والفيروسات لمواجهة تلك الكوارث ولكن لم تستمع الدول العظمى التي تتسابق في التسلح.
وأوضحت السفيرة المصرية نائلة جبر أن الشباب العربي والمصري خاصة من الأفضل أن يبتكر في بلاده، وبعد أزمة كورونا أدرك الكثير من المهاجرين أن بلادهم ليست بالسوء الذي كانوا يتخيلوه في مواجهة الأزمات وكان لديهم وهم وظهر للجميع الآن الأوضاع الحقيقية في الخارج، وفقًا لتصريحاتها لموقع (24.ae).
تحذيرات
كما أشارت المسؤولة المصرية إلى أن الدول التي تصدر مهاجرين غير شرعيين بها فرص للنجاح رغم مشاكلها ومتاعبها، مؤكدة أن المهاجرين يتعرضوا للاتجار في البشر والاستغلال من عصابات التهريب، معربة عن أملها في عدم الانخداع في فكرة الهجرة للخارج.
وحذرت جبر من فتح باب الهجرة الشرعية للأطباء والكوادر الطبية الأخرى حاليا، حيث اعتبرت ذلك سحب للعقول بدلا من الاستمرار في بلادهم واستخدام علمهم لعلاج ذويهم وأقاربهم.
أرقام الهجرة
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة ركب 14500 مهاجراً البحر من ليبيا وتونس في 2019، بينما كان الرقم 24815 في 2018، أما الطريق الغربي فكان عدد من سلكوه 24759 في العام الماضي، بينما بلغ الرقم أكثر من الضعف في العام الذي قبله وبواقع 58525.
أوضاع صعبة
ومن جانبه قال سفير مصر الأسبق في إيطاليا أشرف راشد إن الهجرة غير الشرعية موضوع خطير للغاية ودائما ينصح الشباب باللجوء للهجرة الشرعية ومن قنواتها المعلنة حتى لا يتم الوقوع في مخاطر هم في غنى عنها.
وأوضح السفير راشد أنه يجب على الدول الأوروبية أن تدرك الوضع الحالي وتسهل فيما بعد الدخول لها بطرق شرعية ومعلنة وتسهيل شروط العبور بدلا من تعقيدها ولجوء الشباب للطرق غير الشرعية.
كما أكد السفير أشرف راشد أن الأوضاع الحالية صعبة على الجميع وقد يكون هناك تخفيف للقيود فيما يخص الهجرة وخاصة من الكوادر الطبية، ولكن في الأوقات المعتادة لابد من تسهيل شروط الهجرة بشكل عام.
انخفاض في الأعداد
وانخفضت بشكل كبير أعداد الواصلين من منتصف البحر الأبيض وخاصة ليبيا وتونس ومالطا وإيطاليا، ومن غرب المتوسط وخاصة من المغرب والجزائر وإسبانيا.
جدير بالذكر أن أكثر بلدان الدخول للاتحاد الأوروبي هما اليونان وبلغاريا، المجاورتان لتركيا، وكرواتيا التي يحاول الكثيرون عبورها إلى أوروبا الغربية. بيد أن الكثير من المهاجرين يجدون أنفسهم وقد علقوا في الدول المجاورة لكرواتيا وخاصة في البوسنة والهرسك وصربيا.
أوضاع كارثية
“الأوضاع هنا كارثية وخارجة عن السيطرة”، هكذا تقول لاجئة سورية “عالقة” على الحدود بين تركيا واليونان مع آلاف اللاجئين الآخرين، الذين يحاولون منذ أيام تحقيق حلمهم في الوصول إلى “الفردوس الأوروبي” عبر اليونان.
وتضيف اللاجئة في فيديو نشرته على فيسبوك: “قبل أن نتوجه إلى الحدود أخبرونا (في تركيا) بأن هناك منظمات ستساعدنا، خصوصاً مع وجود مخاوف من احتمال تفشي وباء كورونا ، لكن لا نرى أي منظمات أو استعدادات، فلا كمامات ولا مواد معقمة”، وتضيف: “الناس لا تدري ماذا ستفعل. لا نستطيع أن نعود ولا نستطيع أن نكمل طريقنا”.