تكليف الزرفي .. لا إجماع على مرشح رئيس الوزراء

يبدو أن تكليف الرئيس العراقي برهم صالح لعدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة لم يرض كتل سياسية عراقية، حيث اعتبرت الكتل الشيعية أن هذا القرار مخالف للدستور والأعراف ، معربة عن رفضها لهذا التكليف.

وشددت أربع كتل سياسية في بيان مشترك، وهي ائتلاف دولة القانون (26 مقعدا في البرلمان من أصل 329)، وتحالف الفتح (48 مقعدا)، وكتلة العقد الوطني (18 مقعدا)، وكتلة النهج الوطني (8 مقاعد)، على رفضها لقرار تكليف الزرفي .

وذكرت الكتل في بيانها، وفقًا لموقع (عربي 21) أنها “ستستخدم جميع الطرق والوسائل القانونية والسياسية والشعبية لإيقاف هذا التداعي”، معربة عن قلقها من أن “حامي الدستور يعلن مخالفته الدستورية على الملأ، وقيامه بتكليف مرشح دون موافقة أغلبية الكتل المعنية بذلك”، وفق قولها.

طريقة غير مبررة

ورأت الكتل الرافضة أن هذا يعد تجاوزا للأعراف والسياقات السياسية المعمول بها في الدولة العراقية الاتحادية، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية رفض تكليف مرشح الكتلة الأكبر، ابتداء بطريقة غير مبررة، وإعلانه ذلك رسميا.

وفي السياق ذاته، أعلن تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم (19 مقعدا) رفضه لقرار تكليف الزرفي ، وقال المكتب السياسي للكتلة في بيان: “إننا نعترض على الآلية التي تم بها التكليف، والتي اعتمدت بنحو يعكس عدم الاكتراث لعدد مهم من القوى الأساسية في الساحة السياسية”.

واستدرك البيان قائلا: “رغم ثقتنا بحسن النوايا وتقدير المصلحة”، مشددا على أهمية احترام المباني الأساسية، التي يقوم عليها الدستور والعملية السياسية في العراق، والالتزام بما يعزز التلاحم ويعقد الشمل الوطني.

هجوم على تكليف الزرفي

وشنت معظم القوى السياسية والفصائل القريبة من إيران الممثلة للحشد الشعبي، الثلاثاء، هجوما حادا على عدنان الزرفي بعد تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية، معتبرة ذلك استفزازا لها، وأن الرئيس العراقي مسؤول عن العواقب.

وتعهدت كتلة تحالف “الفتح”، في بيان لها، بإفشال مهمة الزرفي في البرلمان، وعدم تمرير حكومته؛ لأنه جاء خارج سياقات الكتلة الأكبر التي لها الحق في ترشيح شخصية رئيس الوزراء، بحسب تعبيرهم.

تهديد

وقبل إعلان تكليفه بتشكيل الحكومة، هددت جماعة “عصائب أهل الحق” المسلحة بزعامة قيس الخزعلي بأن “تقلب عاليها سافلها” في حال أسندت مهمة تكليف الحكومة إلى الزرفي ، متهمة الأخير بأنه ضمن مؤامرة أمريكية، حسبما ورد على لسان القيادي بـ”العصائب” جواد الطليباوي.

مباركة الصدر وأمريكا

وغرد وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو على تكليف عدنان الزرفي بتشكيل حكومة عراقية جديدة، بأن موافقة ودعم أمريكا لحكومة الزرفي يأتي في حال الحفاظ على سيادة البلاد وحماية حقوق العراقيين.

وجاءت تغريدة بومبيو: ” إن العراقيين يريدون حكومة تحافظ على سيادة البلاد وتوفر الاحتياجات الضرورية وتخلو من الفساد وتحمي حقوق الإنسان، مضيفا أنه إذا وضع الزرفي “هذه المصالح على رأس أولوياته فسيحظى بدعم أمريكي ودولي”.

كما دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، دول الجوار إلى عدم التدخل في اختيار عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مشيرًا إلى أن هذا شأن العراقيين لاغير.

وقال الصدر عبر تويتر :” إنه سواء كان المرشح وفق الضوابط أم لم يكن كذلك، فهذا أمر راجع لنا نحن العراقيين لا غير”. وأضاف، “وسواء كانت آلية اختياره صحيحة، أم لم تكن، فهذا شأن عراقي بحت”.