تنافس المصالح الأجنبي يستمر في سوريا.. واتجاه لاستمالة القبائل

تنافس المصالح في سوريا المصدر النشرة
0

الجدل دائماً ما يكون كبيراً حينما نتحدث عن دولة سوريا، وعن المطامع أو الأجندة السياسية للدول الغربية في سوريا، إذ يتسع مربع الصراع في الدولة يوماً بعد الآخر بين الأمريكان والروس بجانب الأتراك والإيرانيين .

مصالح شخصية

وتعمل هذه القوى السياسية مختلفة من أجل مصالحها الشخصية بشكل أو بآخر، ولا شك أن المتضرر الأول من هذا الأمر هو المواطنين السوريين الذين نزح الآلاف منهم صوب القارة العجوز بن دول مؤيدة لدخولهم إلى أوروبا وآخرى كارهة تماماً لتغولهم على البلدان التي لا ينتمون لها .

وأصبحت موجات النزوح السوري تتزايد يوماً بعد الآخر لا سيما في ظل الحروبات التي تشتعل في معظم المدن السورية بين المعارضة الحكومة أحياناً وبين الأتراك والروس من جانب آخر .

لا تزال مناطق شرقي سورية والواقعةً في دائرة رصد قوى دولية تسعى لفرض وجودها فيها، عبر محاولة إقامة تشكيلات عسكرية وسياسية جديدة تدعم هذا الوجود، خصوصاً المرتبط بالقوتين الرئيسيتين، الولايات المتحدة وروسيا.

استمالة القبائل

والتقى بعض قوات الجيش في سوريا بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية مع شيوخ عشائر مدينة القامشلي في ريف الحسكة، شمالي شرقي سورية، بناءً على أوامر وصلت من موسكو العاصمة الروسية .

وطرح الضباط الروس خلال الاجتماع خططاً لتجنيد أبناء القبائل ضمن كيانٍ عسكري غير نظامي، وليس له أي ارتباطات بقوات النظام السوري أو قوات “الدفاع الوطني”، وأنهم أبلغوا شيوخ العشائر بأنَّ التشكيل الجديد ستكون تبعيته للروس حصراً، وسيتقاضى عناصره رواتب ومساعدات غذائية من موسكو في المقام الاول.

ومن المقرر أن يضم التشكيل الجديد حوالي 500 إلى ألف عنصر، ووعد الضباط الروس بأنه لن يشارك في أي معارك مع أي طرف خارج محافظة الحسكة، إلا في الحالات الاضطرارية فقط .

ويرى مراقبون أن روسيا تسعى إلى قطع الطريق على الأميركيين من خلال استمالة بعض القبائل الكبيرة في القامشلي إلى صفّها، في مواجهة محاولات الأميركيين استمالة قبائل أخرى في القسم الجنوبي من المحافظة .

تشكيل كيان من السكان

لا شك أن الخطوة التي أقدمت عليه الحكومة الروسية ممثلة في الجيش الروسي في سوريا قد جاءت بعد أن قامت القوات الأمريكية بفتح باب التسجيل في دورات عسكرية بهدف تشكيل كيان عسكري من السكان العرب في منطقة الشدادي، جنوبي الحسكة .

وثمة العديد من التكهنات حول أهداف واشنطن من التشكيل الجديد، إذ يرى البعض أنه قد يكون نواة قوة تسحب بساط الدعم من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) المدعومة من التحالف الدولي، بسبب عدم الثقة بعناصر “قسد” لحماية المنشآت النفطية، فيما يعتبر آخرون أنه سيكون قوةً رديفة لـ”قسد” .

ودارت العديد من الأحاديث عن أن الكيان الجديد سوف يتكون من الشبان الذين عملوا بوقت سابق مع القوات الأمريكية وتركوها سابقاً بعد الإعلان عن نيتها الانسحاب من سورية، فيما سيحصل المجندون الجدد على مزايا أكثر، ورواتب أفضل.

وستكون مهمة القوة الجديدة على الأرجح متعلقة بحراسة المنشآت الحيوية والمداهمات، إضافة إلى مواجهة تنظيم “داعش” الذي بات ينشط أكثر خلال الآونة الأخيرة، لكن تلك القوات لا تزال حتى الآن في مرحلة التدريب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.