جراء الجائحة والحرب .. الجوع يهدد الملايين في مناطق الصراعات العربية
جاءت جائحة كورونا لتزيد أوجاع عشرات الملايين من المواطنين في الدول العربية التي فيها اضطرابات، وهي اليمن وسوريا وليبيا والعراق، إذ أصبحت هذه الدول مهددة بتوسيع دائرة الجوع ونقص الغذاء.
اليمن
في ظل حرب طاحنة لا تزال مستمرة تسببت بمعاناة مباشرة لنحو 22 مليون يمني بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية أو توفير أي نوع من الحماية، منهم 12 مليوناً يواجهون خطر المجاعة الشاملة، يهدد فيروس كورونا بتبعات اقتصادية كارثية تجعله عبارة عن حرب أخرى إضافية فرضت على اليمنيين.
ويواجه اليمن حالياً كارثة ثلاثية تتمثل في الصراع والاقتصاد المتدهور وفيروس كورونا، إذ تسببت الكارثة الأولى والثانية في فقدان اليمنيين مصادر دخلهم وجعل نسبة كبيرة منهم يعيشون على وجبتين فقط في اليوم، بينما تهدد الكارثة الثالثة فقدانهم ما تبقى من الوجبات في الوقت الذي كان كثير منهم يكافح لاستعادة الوجبة الثالثة.
ويعاني حوالي 360.000 طفل من الجوع الحاد الوخيم، وهذه أرقام عالية وحرجة تضع اليمن في المركز الأول على خريطة أزمات الغذاء في العالم، متأثرة بعدد من العوامل المحركة المرتبطة بتداعيات الصراع وأزمات الاقتصاد والتغيرات المناخية.
وبحسب موقع (العربي الجديد) يقول رئيس بنك الطعام اليمني، محمد الأنسي، إن الأزمة الإنسانية تتخطى حدود الإمكانات المتاحة مع وجود 22 مليون جائع في اليمن، في حين فاقم فيروس كورونا المعاناة الإنسانية في بلد وضعته الحرب الدائرة منذ ما يزيد على خمس سنوات على حافة المجاعة الشاملة.
سوريا
يعاني الاقتصاد السوري أزمات خانقة منذ خمس سنوات، أوصلت نسبة البطالة إلى أكثر من 80% وزادت نسبة الفقر عن 90%، إثر سياسات النظام السوري وحربه على الثورة والعقوبات الاقتصادية المفروضة منذ عام 2011.
ليأتي وباء كورونا مطلع العام الجاري، فيزيد من مآسي السوريين وينذر بمجاعة أشار إليها برنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة قبل أيام.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج، إليزابيث بايرز، إن 9.3 ملايين سوري يعانون من الجوع ، بعد موجة الغلاء هذا العام وارتفاع الفقراء 1.4 مليون هذا العام.
ويقول الاقتصادي السوري عماد الدين المصبح: “وصل إفقار السوريين لتقنين الخبز وتوزيعه عبر “البطاقة الذكية” كما اضطر سوريون لبيع الممتلكات للاستمرار على قيد الحياة في ظل تفشي كورونا”.
ليبيا
في ليبيا زادت جائحة كورونا من مصاعب الليبيين الذي يعيشون في أوضاع صعبة بسبب تواصل الصراع بين الفرقاء منذ فترة طويلة.
المواطن خليفة التوهامي يؤكد أنه ينتظر المنحة الشهرية لصندوق الإنماء الاقتصادي لما يعرف بالأسر المحرومة من الثروة منذ أربع سنوات دون جدوى، وليس له أي مصدر دخل حاليا بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ويقول التوهامي إنه كان يعمل سائق شاحنة في إحدى شركات المقاولات ولكنها توقفت بسبب جانحة كورونا ولديه أسرة مكونة من خمسة أشخاص أعمارهم تتراوح ما بين سبع سنوات إلى 20 سنة.
ومن جانبه، أكد المحلل الاقتصادي أبو بكر الهادي أن معدلات الفقر تزداد يومياً في ليبيا البالغ عدد سكانها 7.3 ملايين نسمة، موضحا أن الأزمات المعيشية ستتزايد بسبب شلل القطاع الخاص نتيجة تفشي كورونا. وتوقع ارتفاع الفقر إلى 44%.
العراق
تنذر جائحة كورونا وما رافقها من إجراءات حظر التجول في عموم مدن العراق، والضرر الذي أصاب القطاع الخاص بالتزامن مع انهيار أسعار النفط ودخول البلاد في أزمة مالية خانقة تسببت بتعثر دفع مرتبات المتقاعدين والمشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية باتساع رقعة الفقر في البلاد.
وحول الموضوع قال المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة الهنداوي، إن “الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص بسبب انتشار جائحة كورونا وانهيار أسعار النفط وتوقف الكثير من الأنشطة التجارية، أدت إلى تزايد نسبة الجوع والفقر في العراق من 20 – 34 % ومن المتوقع أن ترتفع أكثر من ذلك لكن بنسب محدودة”.