حسناوات التيك توك .. تعدي على القيم أم حق مشروع للمصريين
حسناوات تطبيق التيك توك في مصر نلن شهرة واسعة النطاق لا سيما بعدما تمت إثارة القضية عبر البرلمان المصري حينما تم القبض على عدد منهن بتهمة خدش الحياء وارتكاب جريمة الاتجار بالبشر.
وبحسب موقع تلفزيون (العربي الجديد) يشكك الخبير المصري في الشبكات الاجتماعية، سفيان أحمد، في تلك الاتهامات التي وجهت لعدد من حسناوات التيك توك في مصر، ومنها تهم “خدش الحياء والاعتداء على قيم ومبادئ المجتمع المصري، واستدراج الفتيات واستغلالهن عبر البث المباشر، وارتكاب جريمة الاتجار بالبشر”.
ويؤكد الخبير بأن الفتيات اللاتي نلن شهرة واسعة من تطبيق التيك توك أغلبهن يافعات يسعين لجمع أكبر عدد ممكن من المتابعين، عن طريق فعل أي شئ، وأنهن يسعين إلى تحقيق الربح السريع والسهل من خلال جمعهن “نقرات الإعجاب” من المتابعين، فتأتي بطبيعة الحال العروض الإعلانية لصاحبة الحساب.
فتيات مصر
إحدى حسناوات تطبيق التيك توك في مصر تدعى حنين حسام وهي التي فجرت تلك القضية، من خلال مقطع فيديو، معلنة عن احتياجها لفتيات ما بين 18 و19 سنة لنشر مقاطع فيديو راقصة وقدمت لهن وعد بتقاضي مبلغ مالي يصل إلى 3 ألف دولار وفقًا لما يحصل عليه المقطع من عدد الإعجاب “لايك”.
وعلى إثر ذلك تم القبض على 10 فتيات، كان آخرهن هدير الهادي التي تم تجديد حبسها على ذمة عدد من القضايا المرفوعة ضدها 15 يومًا.
وقبلها أصدرت محكمة في القاهرة حكمًا على حنين حسام ومودة الأدهم بالسجن لمدة عامين ودفع مبلغ 300 ألف جنيه.
شيطنة إعلامية
ويقول الخبير في أمن المعلومات والإنترنت المهندس طلعت عمر، إن شيطة إعلامية تحدث في مواقع التواصل ويصفها البعض على أنها مصيبة رغمًا عن وجود فوائد عديدة أخرى، لكنه لا ينفي أن تلك السلوكيات مرفوضة لدى فئات كبيرة من المجتمع المصري.
وإحدى حسناوات التيك توك رفضت الكشف عن هويتها تقول إن التطبيق الصيني وتطبيق “إنستغرام” أصبحا مجال كبير لكسب العيش حاليًا، وأن طريق الكسب تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يستغل تلك المنصات لأغراض غير شريفه، وآخرون يقدمون محتوى محترم.
وأكدت أن هنالك تطبيقات أخرى تستقطب الفتيات بمقابل مادي من أجل إجراء محادثات خادشة للحياء.
انهيار المجتمع
ويحذر الدكتور هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر من مغبة تلك التطبيقات التي تؤدي إلى كسب مادي سريع عبر نشر مقاطع مرفوضة في المجتمع المصري.
ويشير إلى أن هذه المعضلة جاءت نتيجة لغياب التوعية الثقافية والاجتماعية، ومن شأنها أن تقود المجتمع نحو انهيار قيمه ومبادئه.
لا توجد رقابة
بدوره يشدد الخبير في مجال الاتصال والسوشال ميديا سفيان أحمد، أن تطبيق تيك توك لا توجد به رقابة على المحتوى، عكس تطبيقات أخرى مثل فيسبوك وإنستغرام، التي تفرض قيودًا على المحتوى.
وبحسب سفيان فإن عدم وجود الرقابة دفع بكثير من الشباب والفتيات الصغار للجوء إلى تيك توك للتواصل مع أشخاص لا يعرفونهم، فالتطبيق لديه خاصية تجعل من المقاطع التي يتابعها الفرد باستمرار أن تظهر له المحتوى الذي يعجبه وفقًا لخوارزيمة خاصة.
فتيات لبنان
وتؤكد الكاتبة وخبير السوشال ميديا هبة دنش، أن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على مصر فحسب، وإنها موجودة في دول عربية اخرى أبرزها لبنان، إلا ان السلطات اللبنانية لا تقوم بملاحقة الفتيات قانونيًا كما يحدث في مصر، على الرغم من وجود محتوى أكثر جرأة.
وقطعت بأن حسناوات التيك توك في لبنان لهن ملايين المتابعين، وعلى رأسهم زينب حمود ونور عريضة ذات المليون متابع، ولانا الساحلي وآية الحاج علي، وكارين وازن، هذه الأخيرة لديها مقاطع رفقة زوجها وأطفالها توفر لها دخل مالي من الإعلانات لشركات محددة بعدما كسبت شهرة واسعة لدى الجمهور.