مع مرور الأيام تتكشف شيئًا فشيئًا خبايا اعتقال عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي ومترجمه الليبي سامر سويفان، المحتجزين من قبل حكومة الوفاق الليبية داخل سجن معيتيقة، بدون أن توجه إليهم أي اتهامات، بعدما جرى استدعاء شوغالي من قبل حكومة الوفاق لزيارة العاصمة الليبية طرابلس قبل أن يتم إلقاء القبض عليه رفقة مترجمه.
حيث كشف تسجيل صوتي لرئيس المجلس الأعلى لدولة ليبيا، خالد المشري، محاولة الأخير مناقشة وضعه مع الجانب الروسي ومحاولته لابتزاز رئيس صندوق حماية القيم الوطنية الروسي، ألكسندر مالكفيتش.
وخلال التسجيل الصوتي وفقًا لموقع (إرم نيوز) فقد قام المشري بعرض مبادلة عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي، ومترجمه الليبي سامر سويفان، بمقابل أن تقوم روسيا بتقديم الدعم السياسي لحكومة الوفاق.
تفاصيل المكالمة
وجاء في المكالمة التي أجراها المشري، والتي تم تسجيلها مع موظف الصندوق، يونس أبازيد، أن المشري أوضح رغبة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج بزيارة روسيا،ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين، على أن تقدم روسيا بيانًا يؤكد على مساندتها لحكومة الوفاق الشرعية وشرعية قرارات مجلس الأمن الدولي.
ومضى المشري قائلًا في المكالمة: “هذا ليس تبادلا، لكن نحن أيضًا موقفنا صعب، نحن بحاجة إلى المساعدة، أتفهمني؟ ولن يكون هذا مرتبطًا بشكل عام بالصندوق الوطني لحماية القيم، ولكنه سيبسط الأمر بشكل كبير”.
وقال المشري: ” إن شرط اتخاذ قرار إيجابي بشأن مصيرهم (مكسيم شوغالي وسامر سويفان) يجب أن يكون تغييرًا في الموقف الرسمي للاتحاد الروسي بشأن الصراع في ليبيا! أي يجب على الاتحاد الروسي لأن يدعم بشكل لا شك فيه حكومة الوفاق الوطني”.
مخالفة نظام التأشيرة
حاول المشري خلال المكالمة المسجلة المجادلة فيما يتعلق بقانونية تواجد شوغالي في الأراضي الليبية، مؤكدًا بأنه خالف نظام التأشيرة وقام بالاتصال مع جهات تعتبر عدوة، وهو الحديث الذي اعتبره موظف صندوق حماية القيم الوطنية الروسي ، يونس أبازيد، سخيفًا، بسبب أن التأشيرة قانونية وسارية المفعول، وأن شوغالي أجرى اتصالاته وسلطات طرابلس تعلم بهذا الأمر جيدًا.
المفاجأة
خلال المكالمة قام المشري بتقديم طلب اعتبره أبايزيد بالمفاجئي، حينما طلب المشري قدم طلب شخصي للصندوق من أجل التواصل مع سيف الإسلام القذافي، وهو ما قام به الباحثان، لكن المشري قال: “أنا قلت أنكم عندكم تواصل لكني لم أقل أن يتواصلوا مع سيف بطريقة غير شرعية”.
وحذر المشري في المكالمة من عدم الاستجابة لمطالبهم، قائلًا: “نحن لا نطلب أي شيء مستحيل، ولكن إذا تحولت القضية إلى المحكمة، فإن هذا سيعقد الأمر، لماذا التعقيد؟ لا نريد هذا”.
تبرعات زوجة شوغالي
وصلت حمولة من المساعدات الإنسانية إلى ليبيا لمكافحة وباء الفيروس التاجي الجديد. حيث تمَّ نقل الشحنة في بنغازي إلى وزير الصحة في الحكومة الليبية المؤقتة. تضمنت الشحنة أجهزة تنفّس اصطناعي، قامت بتمويلها وإرسالها “ناتاليا شوغالي” زوجة الأسير “مكسيم شوغالي”.
في الرسالة المصاحبة للبضائع ، كتبت ناتاليا ما يلي:
“مرحباً.. اسمي “ناتاليا شوغالي”، وأنا زوجة “مكسيم شوغالي”، عالم الاجتماع الروسي الذي اختطفه الإرهابيون في طرابلس. حدث هذا بالضبط قبل عام، في 17 مايو 2019. أريد اليوم تسليم 40 منفسة اصطناعية إلى نساء وأطفال ليبيا لإنقاذهم من الفيروس التاجي. تم جمع هذه الأموال من العروض الأولية لفيلم “شوغالي”، الذي يتحدّث عن مصير زوجي”.
جدير بالذكر أن شوغالي ومترجمه تم اعتقالهما في ليبيا من قبل مليشيا الردع الخاصة في أيار مايو 2019م، وهما رهن الاعتقال حتى اللحظة.
