حكومة حسان دياب بين كفيّ عفريت وسخط شعبي متفاقم
من الواضح أن الشارع اللبناني بات لا يتقبل بتاتًا حكومة حسان دياب مطالبًا إياها بالرحيل على الفور تاركة من خلفها أوضاعًا اقتصادية متفاقمة السوء.
وما زاد الطين بلة على حكومة حسان التي تواجه سخطًا شعبيًا، ذلك الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ العاصمة بيروت يوم الثلاثاء الماضي، مخلفًا أكثر من 150 قتيل وما يزيد عن الـ6 آلاف جريح.
بداية الاستقالات
كان وزير الخارجية اللبناني، ناصيف حتّي، أول المستقلين من حكومة حسان دياب عقب حادثة انفجار مرفأ بيروت، ومن ثم تبعته وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد، اليوم الأحد، حيث قدمت الأخيرة اعتذارها للشعب اللبناني، مؤكدة على عدم تمكنهم من تلبية طموحاته، وأصبح التغيير بعيد المنال، مضيفة: “بما أن الواقع لم يطابق الطموح، وبعد هول كارثة بيروت، أتقدم باستقالتي من الحكومة”.
ولم تجد استقالة عبد الصمد صدىً كبيرًا لدى الشارع اللبناني، كونه يطالب حكومة دياب برمتها بالاستقالة، حتى الانتفاقضة التي أحدثها اللبنانيون علقها فيروس كورونا، لكنها لا تزال تطالب برحيل كافة أعضاء الحكومة الحالية، جراء عجزهم عن إدارة الأزمات التي تضرب البلاد.
ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه بلغ فيها سعر صرف الدولار الواحد 10 آلاف ليرة لبنانية، في الوقت الذي يقف فيه السعر الرسمي للصرف عن 1515 ليرة.
وزراء أمام عتبة الاستقالات
ومن أبرز الأسماء التي تدور حولها التوقعات بتقديم استقالاتها من حكومة حسان دياب هو وزير الاقتصاد راؤول نعمة، ووزيرة البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار.
ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته العاجلة التي قام بها مؤخرًا لبيروت، انتقادات لاذعة طالت حكومة حسان دياب بعد اجتماعه مع الرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، حيث اتسمت مواقفه بالحادة وكثير من التوبيخ، حيث وجه إليهم ضرورة تغيير النظام الحالي والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطينة، وفقًا لموقع تلفزيون (العربي الجديد).
ويصرح مصدر حكومي، بأن هنالك بحث جاد لتقديم حكومة حسان دياب استقالتها، إلا أن القرار لم يتم البت فيه حتى الآن،وخلال الساعات القادمة ستتضح الصورة أكثر.
استقالات البرلمان
وجراء الضغط الشعبي والتظاهرات التي حدثت أمس السبت، قام النائب البرلماني نعمة إفرام بتعليق نشاطه في البرلمان، بعدما كان قد أعلن في وقت سابق عن استقالته من مجلس النواب، لكنه تدارك الموقف في تصريحات تلفزيونة بإنه خانه التعبير.
كما كتب رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، عبر حسابه بتويتر، قائلًا: “إلى جانب أعمال الإغاثة القائمة في بيروت، نحن نعمل الآن على إغاثة الجمهورية من خلال تخليصها من هذا المجلس النيابي، كما نجري الاتصالات اللازمة ونقوم بالجهود الحثيثة لجمع ما يكفي من الاستقالات للوصول في أسرع وقت ممكن إلى انتخابات نيابية مبكرة”.
توالي الاستقالات
وأعلن رئيس “حزب الكتائب اللبناني” النائب سامي الجميّل، امس السبت، عن تقديم نواب حزبه استقالتهم من البرلمان للوقوف بجانب الشعب، كما تقدمت النائبة البرلمانية بولا يعقوبيان باستقالتها من البرلمان، مع وجود مؤشرات تدفع بنواب مستقلين آخرين بتقديم استقالتهم، في خطوة تمثل اعتراضهم على مماراسات السلطة السياسية والحكومة اللبنانية.
ويرى الشارع اللبناني أن على حكومة حسان دياب الاستقالة فورًا تضامنًا مع أرواح الضحايا في انفجار مرفأ بيروت، وأن تتم محاسبة الرؤوس الكبيرة التي تسبب في هذه الكارثة، وهو الامر الذس لم يحدث حتى الساعة.