مأساة أسرة لبنانية فقدت 3 من أبنائها دفعة واحدة بانفجار بيروت

أسرة لبنانية تفقد ثلاثة من أبنائها دفعة واحدة \ العربية نت
0

تلقت أسرة لبنانية صدمة كبيرة بفقد ثلاثة من أبنائها في الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، حيث أعلن رسميًا عن وفاة أحدهما، فيما تبقى اثنان ضمن عداد المفقودين، ولا توجد أنباء عن نجاتهما.

ونقل موقع (عربي بوست) تقريرًا نشرته الجمعة 7 أغسطس صحيفة الغارديان البريطانية، أوضح أن أسرة لبنانية يعمل منها 3 أفراد كرجال إطفاء بهيئة الدفاع المدني اللبناني، كانوا ضمن الدورية التي ذهبت لإطفاء الحريق الذي اندلع بمرفأ بيروت.

وكان شربيل كرم (32 عامًا) أحد أفراد الطاقم الذي أولكت إليه مهمة إطفاء الحريق قبل حدوث الانفجار الهائل داخل المرفأ، وبالمصادفة تواجد صهره نجيب حاتي (27 عامًا) وابن عمومة زوجته شربيل حاتي (22 عاماً) ضمن الفريق المكون من 10 رجال إطفاء.

مصير مجهول

وأكدت الصحيفة البريطانية أن الثلاثة أقارب من أسرة لبنانية واحدة رفقة 7 رجال إطفاء آخرين بعد تلبيتهم لنداء الحريق وجدوا أنفسهم داخل واحدة من أكبر الانفجارات الغير نووية التي تم تسجيلها.

وبعد أيام على مرور الانفجار تم التأكيد على وفاة أحد رجال الإطفاء ضمن الطاقم المكون من 10 أفراد، وحتى اليوم لا يزال مصير التسعة الآخرين مجهولًا.

شهداء بسبب الفساد

وتصرح مايان نصيف، وهي إحدى أقرباء رجال الإطفاء الثلاثة، للصحيفة البريطانية، بأن أقربائها استشهدوا بسبب فساد الحكومة والتصرفات الاجرامية، مؤكدة على حالة الحزن الكبيرة التي أصابت العائلة.

وتم دفن مسعفة أخرى تسمى سحر فارس صاحبة الـ25 ربيعًا، في مسقط رأسها، وبعد مرور أيام على الانفجار الذي أصاب مرفأ بيروت مخلفًا عشرات الضحايا وآلاف الجرحى وتدمير حوالي نصف العاصمة اللبنانية، لا يزال أهالي طاقم رجال الإطفاء التسعة المفقودين في حالة من الرعب على مصير أبنائهم المفقودين.

وتقول مايان: “ابنة عمي المكلومة فقدت زوجها وشقيقها وابن عمها، لكن منزلها لم يدمر وهذا أمر جيد، وفي الوقت الحالي لم نجد أي مساعدة من الجهات الحكومية في البحث عن أقربائنا، ولا حتى مسؤول واحد قام بتقديم التعزية إلينا”.

صدمة في قسم الإطفاء

ونقلت الصحيفة البريطانية حالة الصدمة والحزن الكبيرين التي أصابت قسم الإطفاء في بيروت بسبب فقد زملائهم. ويقول زميل شربيل بأنه كان من أقرب أصدقاءه منذ انضمامها لقسم الإطفاء في العام 2008، طالبًا عدم الكشف عن هويته بسبب منعهم من التصريحات الإعلامية.

ويومًا بعد يوم، يتلاشى الأمل في إمكانية العثور على رجال الإطفاء التسعة المفقودين، في الوقت الذي كشفت فيه وسائل إعلام محلية بإنقاذ عامل في الميناء يدعى أمين الزاهد، بعد مكوثه 19 ساعة في المياه، إلا أن التجاهل ظل مصير رجال الإطفاء.

ويقول زميل كرم: “السلطات تكذب علينا، حتى يمنحونا الأمل الكاذب لوقت أطول، خشية أن يتحول حزننا إلى غضب تجاههم”.

معاناة قسم الإطفاء

ويضيف زميل كرم في تصريحاته إن السلطات كانت قد قدمت لنا في السابق وعدًا بمنحنا معدات جديدة، بعدما مات رجلين لعدم حوزتهم على معدات لاسلكية وإضاءة جيدة عندما ذهبا لإطفاء حريق داخل موقف سيارات يقع تحت الأرض.

ويختم: “حتى اليوم لم يصلنا شئ من تلك المعدات التي طالبنا بها، والآن علينا وضع صورة لنخلد ذكرى 10 أفراد من طاقمنا ماتوا بلا سبب”.

تلاشي الثقة

ولم تتضح بعد تفاصيل ما حدث في تلك المهمة التي تعرضت للكراثة من قبل رجال الإطفاء، حيث قدم الرئيس اللبناني ميشال عون، يوم الجمعة، وعدًا بتقديم كل المسؤولين عن حادثة انفجار مرفأ بيروت إلى العدالة دون النظر إلى مناصبهم الحكومية.

ورغمًا عن ذلك -تقول الصحيفة البريطانية- إن ما تبقى من ثقة هشة عند اللبنانيين تجاه السلطات يبدو أنه قد تلاشى تمامًا. حيث يرى كثير من المواطنيين إن الرئيس اللبناني يحاول تمهيد الطريق حتى تفلت جهات نافذة من العقوبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.