ختان الإناث في مصر .. معاناة تؤدي إلى إزهاق الأنفس
ارتفعت في السنوات الأخيرة ظاهرة ختان الإناث في مصر بصورة مقلقة أودت إلى إزهاق أرواح كثير من الفتيات نتيجة أخطاء طبية كارثية.
وتناقلت وسائل الإعلام قبل أيام قرار إحالة النائب العام في مصر والد ثلاث فتيات وطبيبا إلى محاكمة جنائية عاجلة، بعد أن خدع الأب بناته وأخضعهن لعملية ختان تحت تأثير المخدر.
وكان الأب قد أوهم بناته بتطعيمهن ضد فيروس كورونا، وحقنهن الطبيب الذي أحضره الوالد إلى المنزل بمخدر، وعندما أفقن وجدن أرجلهن مقيدة، وشعرن بآلام في أعضائهن التناسلية، فأخبرن والدتهن المطلّقة التي أبلغت السلطات المختصة بالواقعة.
عمليات الختان
تطبيب ختان الإناث -ويعني إجراءه على أيدي عاملين في المجال الطبي- يعدّ الأكثر شيوعا في مصر إذ خضعت له 80% من المصريات اللاتي أجرين عمليات ختان.
ووفقًا لموقع (الجزيرة نت) فإن الإحصائيات تفيد بأن هذه النسب هي التغير الأساسي في عملية الختان، لأنه بمقارنة الأمهات بالبنات سنجد أن 37.9% من الأمهات خضعن للختان على يد مهنيين طبيين، مقارنة بـ81.9% من البنات، وفقا لمنظمة اليونيسيف.
ظاهرة عالمية
ورغم جهود المنظمات الحقوقية حول العالم لتجريم ختان الإناث وكشف تأثيره النفسي والجسدي على الفتيات، خضعت 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة لعملية الختان في 30 دولة، وهناك 68 مليون فتاة ما زلن في خطر بحلول العام 2030، وفق ما ذكرته منظمة الأمم المتحدة.
أما في العام 2020 وحده، فإن أكثر من 4 ملايين فتاة في جميع أنحاء العالم عرضة للختان.
المرتبة الرابعة عالميًا
في العام 2018، احتلت مصر المرتبة الرابعة عالميا والثالثة عربيا في إجراء عمليات ختان الإناث بنسبة 91% وفقا لتقارير اليونيسيف، حيث احتلت دولة الصومال صدارة العالم والدول العربية بنسبة 98%، تليها في القائمة غينيا ثم جيبوتي، ثم تأتي مصر وبعدها السودان في المرتبة الثامنة عالميا والرابعة عربيا بنسبة 88%.
وتحتل مصر المرتبة الأولى عالميا في ظاهرة “تطبيب الختان” بنسبة 82% من إجمالي حالات الختان، بحسب المجلس القومي للسكان.
الملاحقة القانونية لا تكفي
يؤكد الارتفاع المستمر لنسب “تطبيب الختان” أن الملاحقة القانونية لا تكفي وحدها. ففي العام 2016 عدل البرلمان المصري قانون “تشويه الأعضاء التناسلية” ليشمل الأطباء والآباء الذين يرتكبون تلك الممارسة، مع عقوبات بالسجن تصل إلى 7 سنوات لمن ختن أنثى دون مبرر طبي، وتغليظ العقوبة بالسجن المشدد إذا أدى إلى عاهة مستديمة، أو إذا أفضى الفعل إلى الموت.
وقبلها فقدت عدد من الفتيات حياتهن نتيجة عمليات الختان، من بينهن الطفلة بدور شاكر (12 عاما) من محافظة المنيا في الجنوب المصري، وقد لفظت أنفاسها عشية نجاحها في المرحلة الابتدائية عام 2007، أثناء خضوعها لعملية ختان على يد طبيبة.
كورونا وزيادة الختان
بسبب التضييق القانوني، تحيط السرية بعملية ختان الإناث، ولذلك أتاح انتشار وباء “كوفيد-19” وما تبعه من إجراءات الإغلاق، مناخا لتلك الممارسة.
عمليات الإغلاق ووقف جهود مكافحة عمليات ختان الإناث في مصر جعلت صندوق الأمم المتحدة للسكان يتوقع أن يكون هناك مليونا حالة “تشويه أعضاء تناسلية أنثوية” على مدى العقد المقبل، قد لا يمكن تجنبها نتيجة الاضطرابات التي سببها فيروس كورونا.
وتشهد الصومال التي تعرضت 98% من النساء فيها لعملية الختان، زيادة كبيرة في حالات “تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية” بسبب الإغلاق. وبحسب “الغارديان”، كان هناك زيادة في الطلبات من الآباء للقابلات والممرضات لإجراء ختان الإناث لبناتهم الذين أغلقت مدارسهم بسبب الوباء.