السودان يمضي في طريق تجريم وحظر ظاهرة ختان الإناث

إحدى أدوات عملية ختان الإناث في السودان \ Daily Mail
0

جاء إعلان وزارة الخارجية السودانية يوم السبت بالنسبة لمسألة حظر وتجريم ختان الإناث ، جاء مفاجئًا للبعض فيما رحب آخرون بتلك الخطوة وتحديدًا على الصعيد الدولي.

وقالت وزارة الخارجية في بيانها، إن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام الحكومة السودانية بالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، مؤكدة أن “هذه المادة ستسهم في معالجة واحدة من أخطر الممارسات الاجتماعية، التي تشكل انتهاكا واضحا ضد المرأة وجريمة ضد حقوق المرأة” ، وفق ما جاء في موقع (المدينة نيوز) .

ومضى بيان وزارة الخارجية قائلًا بأن “إقرار ذلك خطوة متقدمة من أجل إنهاء هذا الاتجاه السائد ذي الجذور الاجتماعية”، كما أعرب البيان بذات الوقت عن ثقته بكفاءة السلطات السودانية المعنية وقدرتها على حماية واحترام النساء، بالإضافة لتعزيز حقوقهن الصحية والاجتماعية.

أرقام مخيفة

وكشفت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، عن 87% من النساء والفتيات في السودان قد خضن تجربة ختان الإناث ، كما تفيد تقارير أممية عن وجود 200 مليوم امرأة وفتاة في العام قد خضعن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في 31 دولة، 27 منها في إفريقيا.

وفي مارس الماضي نشر تقرير آخر يفيد بأن هذه الأرقام قد تكون أعلى بمثير، سيما وان ختان الإناث يمارس في أكثر من 90 دولة وغالبية هذه الدول لا تسجل الأرقام والبيانات بصورة دقيقة.

وأجاز مجلس الوزراء السوداني في 22 أبريل الماضي تعديلات على مشروع القانون الجنائي، مضافا إليها مادة جديدة تُجرم ختان الإناث لكن القانون لن يسري ما لم توافق عليه السُلطة التشريعية.

ومنحت الوثيقة الدستورية، التي تحكم عمل الفترة الانتقالية في السودان، سُلطة المجلس التشريعي إلى اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء.

ويتوقع أن تضاف عقوبة إلى من يتعمد ختان الإناث، حيث لم تُنشر حتى الآن المادة المضافة في القانون الجنائي والتي أخذت الرقم 144 فيه.

ترحيب دولي

واقترح قانونيون مشروع مادة تُجرم الختان في 2017، نصت على: “يعد مرتكبا جريمة كل من يقوم بإزالة أو تشويه العضو التناسلي للأنثى، ما يؤدي إلى ذهاب وظيفته كليا أو جزئيا سواء كان داخل أي مستشفى أو مركز صحي أو مستوصف أو عيادة أو غيرها من الأماكن؛ ويعاقب من يرتكب الجريمة بالسجن مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات وبالغرامة، ويجوز إغلاق المحل”.

ولاقت هذه الخطوة، ترحيبا دوليا واسعا، فقد رحبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” بالإجراء، داعية إلى ضرورة إعلام القابلات ومقدمي الخدمات الصحية والآباء والأمهات والشباب بالتشريع الجديد.

الطريق نحو سودان ديمقراطي

وقال ممثل منظمة “اليونيسيف” بالسودان، عبد الله فاضل، في بيان له: “هذه الممارسة ليست فقط انتهاكا لحقوق كل طفل، إنها ممارسة ضارة ولها عواقب وخيمة على الصحة البدنية والعقلية للفتاة، لذلك، فإنه يجب على الحكومات والمجتمعات على حد سواء اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء ذلك”.

من جانبه، ووصف الاتحاد الأوروبي في بيان قرار السودان بحظر الختان بأنه “خطوة تاريخية أخرى إلى الأمام في هذا البلد”، مشيدا بالحكومة السودانية لاتخاذها هذه الخطوة الجريئة والتاريخية، نحو الإقرار الكامل بحقوق النساء والفتيات.

ولفت الاتحاد إلى أن “الطريق نحو سودان ديمقراطي ومزدهر مع الحقوق والفرص المتساوية للجميع طويل، لكن لا يمكن السير فيه إلا باتباع هذه الخطوات”، معربا عن استعداده لدعم السودان في تنفيذ هذا القرار.

انتشار مرعب

وكان فريق من الباحثين قد أكد في شهر أبريل الماضي أن ظاهرة ختان الفتيات منتشرة بصورة مرعبة في منطقة الشرط الأوسط وتحديدًا في العديد من الدول العربية، بخلاف التوجهات التي تقول إن مصر والسودان ودول إفريقية تنتشر فيها هذه الظاهرة.

حيث أعدت منظمة (إيكوالتي ناو) البريطانية بحثًا جديدًا، رفقة الشبكة الأوروبية والشبكة الأمريكية للقضاء على الختان، خلص إلى أن ختان الفتيات يتم ممارسته في كل دول الشرق الأوسط وهي: البحرين والعراق والأردن والكويت وعمان وقطر والسعودية وسوريا والإمارات واليمن، إلى جانب إيران.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.