دور سلبي للدول العربية في سوريا.. والتوسع الدولي يفرض سيطرته

جامعة الدول العربية المصدر موضوع
0

ظهر أثر الخلاف بين دول العرب في الكثير من القضايا التي تتعلق بالشرق الأوسط، ولكن في دولة سوريا كان السكوت العربي الكبير يزيد من نقاط الاستفهام يوماً بعد الآخر لا سيما في ظل الأدوار المحورية التي تلعبها روسيا وتركيا في هذا الصراع وسيطرة الأثنين على كل ما يتعلق بسوريا في الجوانب السياسية في الأونة الأخيرة .

دور سلبي للجامعة العربية

وظل لعب دور مؤثر في سوريا من قبل الدول العربية الآخرى أمر بالغ التعقيد لا سيما في ظل انشغال هذه الدول بمشاكلها الداخلية المختلفة بجانب علاقاتها الخارجية .

وتبدوا فرص الرهان على نقطة السيطرة العربية على سوريا في الوقت الراهن أمر يصعب تحقيقه، وذلك على خلفية الدور السلبي الذي تلعبه جامعة الدول العربية .

فبعد محاولات جامعة الدول العربية إخراج سورية من نفق الحرب الأهلية عامي 2011-2012، تبلورت عوامل رئيسية مهدت لتراجع النفوذ العربي، لا سيما صعود تنظيم “داعش” في العام 2014 وتربعه على السطح .

التوسع الدولي

وبعد تمدد الصراعات الداخلية في سوريا، توسع التدخل الدولي في سورية والخلافات العربية حول صعود دور الإسلاميين .

وفي ظل إغلاق الجبهتين الشمالية والجنوبية في الحرب السورية في العام 2017، تبدد النفوذ العربي بشكل كامل .

ونجد أن التوسع الجغرافي لمناطق سيطرة النظام السوري فرض على الأنظمة العربية الاكتفاء بالمراقبة فقط، أو الاختيار بين مقاربة من اثنتين: المقاربة الروسية التي تشجع على الانخراط مع دمشق، والمقاربة الأميركية التي تفرض عقوبات على النظام وتحظر التعامل معه .

وضمن هذه المظلة الدولية نجد أن هناك ثلاثة دوافع تُحرك مواقف الدول العربية المؤيدة لعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية .

وأول هذه العوامل هوعدم ثقة تجاه الإسلاميين في بلادهم، وذلك يشمل مصر والجزائر والإمارات وفلسطين، وثانياً، العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية، مثلما هو الحال مع النفوذ الإيراني في لبنان والعراق. وثالثاً، حافز إضعاف النفوذ الإيراني عبر إبعاد دمشق عن طهران .

تحجيم النفوذ التركي

وكان صمت جامعة الدول العربية مدوياً حيال ما يجري في إدلب، ما يعكس ليس فقط المسار الانحداري لهذا الدور العربي، منذ العام 2014، بل محاولة ضمنية للعودة إلى لعب دور ما في سورية عبر الرهان على روسيا لتحجيم النفوذ التركي. لكن غياب أي رؤية عربية لما يجري في سورية، والعوامل الاستراتيجية الإقليمية، والخلافات العربية المزمنة المختلفة، تجعل فرص هذا الرهان محدودة بشكل كبير .

وعبر مبادرة روسية في العام 2018 جاءت أول محاولة من أجل إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، وذلك عبر مبادرة روسية تضمّنت دفع مسارات الحل السياسي وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين .

والبداية في تنفيذ هذا الأمر كانت مع إعادة فتح معبر نصيب على الحدود السورية-الأردنية في أكتوبر من العام 2018، وذلك في محاولة لتسويق فكرة إنعاش الاقتصاديات الإقليمية عبر إعادة ربط سورية بدول الجوار .

وجهة نظر خليجية

بعض الدول الخليجية رأت حينها أن المبادرة الروسية سوف تكون فرصة إيجابية لحجز مقعد على طاولة الحل السوري، لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رمت بثقلها لإجهاض هذه المبادرة .

وعملت مبادرة دونالد ترمب على ضغط الدول الخليجية لعدم الانخراط مع العاصمة دمشق، كما عبر فرض عقوبات متتالية على التدخلات الروسية والإيرانية في سورية .

وهذا الضغط من الولايات المتحدة الأمريكية نجح حينها في فرملة الانفتاح الخليجي والعربي على دمشق. وفي عام 2019 دخلت السعودية على خط التعاون مع إدارة ترمب في شمال سورية، وحتى كان هناك كلام، بلا أفق، عن تشكيل ما وصف بـ”ناتو عربي” .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.