ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة في السودان.. عام على إغتيال الحلم

جانب من اعتصام القيادة المصدر سكاي نيوز عربية
0

يوافق التاسع والعشرون من شهر رمضان الحالي في السودان ذكرى فض اعتصام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، والتي راح ضحيتها  أكثر من 100 مواطن سوداني في حين تعرض المئات للجرحى .

تاريخ المجزرة

وحصلت المجزرة يوم الاثنين الموافق الثالث من يونيو للعام 2019، حينما قامت قوات مسلحة تتبع للمجلس العسكري السوداني وبدعم كبر من قوات الدعم السريع السودانية باقتحام مقر القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة مستعملة الأسلحة الثقيلة والخفيفة والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين السلميين .

وجاء تفريق المتظاهرين بعد أن ادعى المجلس العسكري في البلاد بأن هناك عناصر خارجة عن إطار القانون تقوم بتخريب الممتلكات على شارع النيل وتحديداً منطقة ( كولمبيا) .

وجاء ذلك عبر الناطق الرسمي للمجلس العسكري في ذلك الوقت الفريق شمس الدين الكباشي، الذي قال بعد مؤتمر صحفي مطول: ” …وجهنا القيادات العسكرية بالتخطيط لفض هذا الاعتصام وفق الإجراءات العسكرية والأمنية المعروفة ونفذت، وحدث ما حدث ” .

أضرار بالغة

وسبّب حدث فض الاعتصام الكثير من الأضرار النفسية البالغة للكثير من المواطنين السودانيين الذين نجوا من الحادثة .

لا سيما أؤلئك الناجين الذين تحدثوا لبعض القنوات العالمية والعربية عن حادثة فض الاعتصام، حيث تبين أن معظمهم عانوا من ضغوطات نفسية كبيرة بسبب المشاهد التي شاهدوها أثناء فض الاعتصام .

ومنهم من شفى بعد مدة من تلك الضغوطات النفسية في حين أن بعضهم لم يشفى حتى تاريخ اللحظة .

استعداد من قبل الشرطة

وبحسب ما أوردت العديد من وسائل الإعلام المحلية في السودان فإن الإستعداد يجرى على قدم وساق من قبل القوات الأمنية من أجل الاستعداد لهذه الذكرى والتي لها صدى خاص في قلوب الكثير من السودانيين .

وذلك باعتبار أن اعتصام القيادة العامة في السودان هو الذي عمل على إزالة نظام الإنقاذ الذي تواجد في السلطة لمدة 30 عام .

وتتوقع قوات الشرطة بأن تكون هناك بعض المظاهر من قبل بعض الثوار في البلاد، إذ تقوم بالتجهيزات بأكبر شكل ممكن من أجل منع أي انفلاتات .

ظروف معقدة

ولا شك أن الوضع الحالي في البلاد لا يسمح بإحياء ذكرى فض اعتصام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وذلك لعدة اعتبارات .

وهي أن فيروس كورونا المستجد في السودان يزداد انتشاره بشكل كبير خلال الفترة الماضية مما يعني بأن إمكانية  قيام الذكرى أمر بالغ التعقد .

وكان والد أحد شهداء الثورة السودانية ويدعى عباس فرح وهو رئيس منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر، قد قال:

” لا يمكننا الخرج في الوقت الراهن، بحيث أننا سوف نسمح لمن قتلونا بأن يقتلونا مرة آخرى، لذلك قررنا أن نحي الذكرى بعد إنقضاء فترة فيروس كورونا في البلاد” .

وزاد: ” نحن ملتزمين بأن لا يكون نشر الوباء من خلالنا، ولا نريد مزيداً من التضحيات، أبنائنا الثوار رفقا الشهداء الذين كانوا معهم في خندق واحد نريد المحافظة عليهم” .

واختتم: ” لا تنازل عن القصاص ولا مساومة ولا مهادنة، ولا لنشر الوباء، وسنجدد الذكرى يوم 3 يونيو من كل عام” .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.