رياضة ركوب الأمواج في المغرب ليست حكرًا على الرجال

مريم الكردوم خلال ممارستها ركوب الأمواج \ وسائل تواصل
0

تعتبر رياضة ركوب الأمواج ضمن الأنشطة المحببة لعدد من النساء المغربيات رغمًا عن النظرة السلبية التي يفرضها المجتمع لرياضة تتطلب إمكانيات بدنية قوية ليست متوفرة لدى كثير من الفتيات.

وتتحدى لاعبة ركوب الأمواج المغربية مريم الكردوم تلك النظرة السالبة، والانتقادات التي تسمعها بين الحين والآخر، عندما يقال لها “مكانك في المطبخ وليس رياضة ركوب الأمواج”.

لكنها تصر على النجاح سيما وأنها حققت من قبل خمس مرات الميدالية الذهبية ببطولة المغرب والنضال بغية الاعتراف بنساء “السورف” في بلدها.

مريم الكردوم

منذ نعومة الأظافر

وبحسب موقع (اندبندنت عربية) تقول البطلة “تعلمت رياضة ركوب الأمواج وأنا طفلة”، مضيفةً “عندما ركبت الأمواج للمرة الأولى، شعرت بإحساس جميل، على الرغم من أنني لم أكن أملك المعدات اللازمة، لكنني طوّرت شغفي بهذه الرياضة”.

تعيش مريم في قرية تمراغت في ضواحي مدينة أكادير، وتعد الشابة الوحيدة التي تتدرب برفقة الرجال على هذه الرياضة.

وتتابع الكردوم البالغة من العمر 23 سنة، “كنت أجلس بجوار البحر وأنتظر انتهاء أحد الشباب، وأطلب منه أن يعيرني لوحه لأركب الأمواج”.

وتشير بطلة المغرب إلى أنها في بداياتها لم تجد أية جمعية خاصة بتدريب النساء، موضحةً “أحياناً كنت أجلس بجوار الشاطئ وأبكي لأنني لم أحصل على  لوح لركوب الأمواج،

مكانك المطبخ

وتقول بطلة المغرب “في قريتي، كان من الصعب أن يتقبلوا شابة تركب الأمواج، البعض كان ينظر إلي نظرة دونية، بينما يرى البعض الآخر أنها رياضة ذكورية، لكنني لم أهتم لانتقادات المجتمع، نظراً إلى عشقي لهذه الرياضة”.

وعن أصعب المواقف التي واجهتها خلال ممارسة رياضة السورف، تجيب “في إحدى المرات بعد انتهائي من ركوب الأمواج، اقترب مني أحد الرجال وصرخ في وجهي بنبرة غاضبة، قائلاً، مكانك المطبخ وليس ركوب الأمواج.

وتضيف: “شعرت بالصدمة آنذاك لكنني دافعت عن نفسي لأنه ليس من حقه أن يمنعني، كنت أحظى بدعم لاعبي السورف في القرية، لأنهم كانوا يدركون أهمية هذه الرياضة”.

غيرت حياة قريتي

تُتابع الكردوم في السياق ذاته، “كنت أمارس رياضتي المفضلة وأنا خائفة من وقوع أي خطأ يدفع عائلتي إلى حرماني شغفي، لأنه كان من الصعب إقناعهم”.

توجت الكردوم خمس مرات ببطولة المغرب لركوب الأمواج، وتفوقت على لاعبات من مختلف المدن، وحازت مرتين على كأس العرش للرياضة، ووصلت إلى نصف النهائي في آخر منافسة لبطولة أوروبا.

وبعد كل هذه النتائج المشرفة، باتت العائلة تدعمها، بعدما أدركوا مدى تعلقها وتفوقها في هذه الرياضة، كما سمحوا لها بالسفر للمشاركة في مسابقة في إندونيسيا.

وتعتبر الكردوم أن رياضة السورف لم تغير حياتها فقط، بل غيرت قريتها التي تحولت إلى قبلة للسياح، موضحةً “عشاق السورف من مختلف دول العالم يتوافدون على قريتي، ما أسهم في انتعاشها اقتصادياً، وساعد في انفتاح أهالي القرية على ثقافات جديدة”.

دعم للرجال فقط

ترى الكردوم أنه “ما زالت هناك مخاوف لدى الفتيات في القرية من رياضة ركوب الأمواج ، باعتبارها رياضة خطيرة وأيضاً بسبب رفض العائلات“. وتطمح في تأسيس جمعية خاصة بنساء السورف لتوعية الأهالي والسماح للفتيات بممارسة هذه الرياضة.

وتذكر بطلة المغرب التحديات المادية التي تواجه النساء في رياضة السورف، قائلةً “لا توجد حالياً أي شركة ترعى أو تموّل اللاعبات، لأنهم يموّلون فقط اللاعبين الذكور”.

من جهة ثانية، تدعم الفتاة نفسها مادياً وتتدرب منفردة لعدم قدرتها على تحمل نفقات مدرب.

رفضت الهجرة

على الرغم من جميع الصعوبات، تناضل الكردوم من أجل تحقيق حلمها في رفع علم المغرب في منافسات عالمية، وتقول في هذا الصدد، “كان قد عرض علي أن أغير جنسيتي وأنضم إلى فريق ألماني للسورف، لكنني رفضت الهجرة“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.