سد النهضة.. الجدل مستمر ومصر تتخوف من المستقبل
في السادس من نوفمبر من العام الماضي، أصدر وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشين، ووزراء خارجية مصر وأثيوبيا والسودان بيانا مشتركا أكّدوا فيه على التزامهم “بالتوصل إلى اتفاق شامل وتعاوني ومرن ومستدام ومتبادل المنفعة بشأن ملء وتشغيل “سد النهضة الإثيوبي .
عقبات وتخوف مصري
وبطبيعة الحال عملت هذه الدول الثلاث على الوصول إلى اتفاقيات نهائية من أجل ملء سد النهضة، ولكن حدثت الكثير من العقبات التي لا تتوافق مع رؤية كل دولة .
حيث أن رؤية جمهورية مصر لملء سد النهضة في الوقت الحالي ليست هي وجهة نظر السودان وإثيوبيا، واختلاف هذه الأراء عمل على وجود العديد من النقاط السلبية التي باتت تظهر يوماً بعد الآخر .
وترغب دولة إثيوبيا، التي تبني السد، في بدء توليد الكهرباء على وجه السرعة لأن ذلك يعمل على دعم اقتصادها بشكل كبير، لكن مصر تبدي قلقها حول حصتها من المياه حال ملء السد بهذه الطريقة، دون اعتبار لمصلحتها العامة في هذا الأمر .
وكانت الدول الثلاث قد توصلت الشهر الماضي إلى اتفاق مبدئي، إثر محادثات بوساطة واشنطن والبنك الدولي، بأن عملية ملء السد ينبغي أن تتم على مراحل أثناء موسم الأمطار، لكن كانت هناك حاجة إلى “مزيد من المفاوضات” قبل التوصل لاتفاق نهائي .
تصاعد الأزمة
وتصاعدت الأزمة بين مصر وإثيوبيا في الأيام الماضية، عقب تخلف إثيوبيا عن حضور اجتماع في واشنطن، نهاية فبراير الماضي، كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي، مع مصر والسودان، بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبنيه أديس أبابا منذ 2011.
وبين الدول الثلاث المعنية بالمفاوضات، أبدت مصر وحدها تأييد الاتفاق، واصفة إياه بأنه «عادل ومتوازن»، وعدت القاهرة غياب أديس أبابا «متعمداً» وذلك بهدف «إعاقة مسار المفاوضات» .
في المقابل، واصلت إثيوبيا المضي قدما في مشروعها متجاهلة التحذيرات المصرية، ونشرت وسائل إعلام إثيوبية أمس صوراً حديثة لعملية البناء في السد، أظهرت تقدما في عمليات البناء، حيث وصل إلى 71 في المائة بحسب تصريحات رسمية .
جولة دعم
وبدأت مصر مباشرة عقب الضغوطات التي تتعرض لها فيما يتعلق بملف سد النهضة في شحذ الدعم العربي، حيث قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بجولة مكوكية بدأها بالأردن والعراق ثم المملكة العربية السعودية والكويت .
وقام سامح خلال الجولة بتسليم رسائل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى زعماء هذه الدول من أجل الوقوف مع مصر في قضية سد النهضة ضد إثيوبيا .
وأوضح أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن الوزير شكري، أجرى مباحثات بالرياض مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بحسب ما أشارت ” رويترز “.
وسلم شكري بن فرحان رسالة الرئيس السيسي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بشأن الموقف الحالي من قضية سد النهضة وآخر المستجدات المتعلقة بمسار المفاوضات، مُعرباً عن «الأمل في مواصلة المملكة في دعمها وتضامنها مع الموقف المصري» .