سوريا تتصدر دول العالم بعدد النازحين داخلياً
تصدّرت سوريا قائمة دول العالم، بعدد الأشخاص الذين تهجّروا من بيوتهم ومناطقهم داخل بلادهم، وفقاً لمركز رصد النزوح الداخلي التابع لمجلس اللاجئين النرويجي (IDMC).
وبحسب إحصائيات المركز، التي تناولت عدد النازحين داخلياً بمختلف أنحاء العالم لعام 2020، فإن عدد النازحين داخلياً تجاوز الـ6 ملايين إنسان، لتكون بذلك، أكثر دولة تتضمن عمليات نزوح داخلي بسبب النزاعات المسلحة.
وذكر المركز، أن عدد النازحين وصل إلى 55 مليوناً، منهم 6.6 مليون كانوا في سوريا.
ووفقاً لمركز رصد النزوح، فإن عام 2020، شهد الكثير من عمليات العنف مما أجبر 40.5 مليون شخص إلى نزوج داخل بلدانهم، وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ عقدٍ من الزمن ليرفع العدد الإجمالي لهؤلاء النازحين إلى 55 مليوناً.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس اللاجئين النرويجي: “أمر صادم أن هذا العدد الكبير من الناس أجبروا على الفرار من منزله”
أما ما يجعل الأمر أكثر دهشة، هو وجود هذا العدد الكبير من النازحين في عام 2020 على الرغم من القيود الصارمة التي فرضتها معظم دول العالم بسبب فيروس كورونا.
عربياً، تلا سوريا، اليمن بـ3.8 مليون نازح وذلك بسبب أعمال العنف المستمرة في البلاد، وثالثاً الصومال بـ2.9 مليون، ثم السودان بـ2.7 مليون.
وجاء العراق في المرتبة الخامسة بـ1.2 مليون، ثم ليبيا في المركز السادس بـ278 ألفاً، ثم فلسطين بـ131 ألفاً، وهنا نحن نتحدث عن نزوح بسبب أعمال عسكرية.
أما مصر فجائت في المركز الثامن، بـ11 ألفاً و600 نازح ومعظمهم من الكوارث الطبيعية، لاسيّما في مناطق العشوائيات والأرياف.
الغارديان: 84% من اللاجئين السوريين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة
وفي سياق متصل، أفردت صحيفة الغارديان البريطانية، تقريراً للحديث عن معاناة اللاجئيين السوريين النفسية والعقلية جرّاء الحرب السورية.
وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها، في الأول من مارس/ آذار المنصرم، إن “أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين يعانون من أعراض نفسية خطيرة، بعد 10 سنوات من اندلاع الحرب”.
من جانبها، وبعد أن قامت بدراسة استقصائية عن السوريين النازحين، دعت جمعية خيرية بريطانية إلى مزيد من الاستثمار في خدمات الصحة العقلية للاجئين في عدة دول بعد أن وجدت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) منتشرة على نطاق واسع بين اللاجئين.
وانتهت الدراسة التي شملت 721 سوري يعيشون في لبنان وتركيا ومحافظة إدلب التي تقع شمال غرب سوريا، إلى أن 84% لديهم على الأقل 7 من أصل 15 من الأعراض الرئيسية لاضطراب ما بعد الصدمة.
بدورها، أكّدت منظمة الإغاثة السورية أن اللاجئين والنازحين داخلياً بسبب النزاع يكافحون من أجل الحصول على الدعم.
كما أشارت المنظمة إلى أن 15% فقط من اللاجئين في لبنان متاح لهم علاج الصحة العقلية، بينما لا يتجاوز الرقم 1% للاجئين في إدلب.
وعقبت الباحثة الأمريكية في مجال الصحة العقلية بين النازحين السوريين، ديانا ريس، على تقرير “الإغاثة السورية”، قائلة: إن “مسح إغاثة سوريا لم يكن كبيراً بما يكفي لاستخلاص استنتاجات منه، لكنه أظهر الحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه القضية”.
مضيفة: “نحن نعلم حقيقة أن هناك تأثيرات متعددة الأجيال لاضطراب ما بعد الصدمة والصدمات على السكان. كما نعلم أن هذا سيؤثر على الأطفال الذين ولدوا خلال النزاع”، مؤكدة أنه “من المهم معالجة الصحة النفسية والصدمات، خاصة وأن العديد من السوريين يشعرون الآن أن الحرب قد نسيت”.
وتعرض ملايين السوريين منذ بداية الأزمة السورية، في عام 2011، للنزوح داخلياً وخارجياً، وتتراوح أعداد النازحين خارجياً بين 5.5 مليون و6 ملايين نسمة، فيما تجاوز عدد النازحين داخل سوريا الـ6 ملايين نسمة.