شركات الأدوية .. تحت مطرقة كورونا وسندان تفشي الفيروس المستجد
يتقرب العالم أجمع ما ستسفر عنه مجهودات شركات الأدوية العالمية ومختبرات الأبحاث العلمية للتوصل إلى علاج ناجع يوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، والذي تسبب في حالة هلع عالمية وأوقف سكان الكرة الأرضية على رجلٍ واحدة.
وفي الوقت الراهن باتت الآمال معلقة في حبال شركات الأدوية والأبحاث في أنحاء العالم للتوصل بسرعة إلى لقاحات وعلاجات للفيروس المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة.
وقال بنجامين نيومان، عالم الفيروسات في جامعة “إيه آند إم- تكساركانا” في تكساس، إن فرص تحصين البشر ضد هذا الوباء ليس أكيدًا إذ لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي لقاح فعال تماما لأي فيروس من عائلة كورونا.
وأوضح وفقًا لصحيفة (القدس العربي): “ستجرى تجارب كثيرة وترتكب أخطاء كثيرة، لكن لدينا الكثير من الخيارات”.
شركات الأدوية في سباق مع الزمن
وقد حض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلماء وشركات الأدوية على تسريع العملية، لكن الخبراء يقولون إن قيودًا أساسية قد لا تترك هامشًا كبيرا للتحرك.
وكتب إتش. هولدن ثورب رئيس تحرير مجلة “ساينس” ردًا على دعوات الرئيس: “يجب أن يكون للقاح أساس علمي أساسي. يجب أن يكون قابلاً للتصنيع. يجب أن يكون آمنًا. قد يستغرق هذا الأمر عامًا ونصف العام أو أكثر من ذلك بكثير”.
نتائج واعدة
من بين كل الأدوية المرتبطة بالفيروس الذي يسبب وباء كوفيد 19، قد يكون لقاح ريمديزفير من صنع شركة جلعاد للعلوم هو الأقرب ليطرح في الأسواق. وهو ليس بجديد بل تم تطويره لمحاربة الفيروسات الأخرى بما في ذلك إيبولا (ثبت أنه غير فعال) ولم تتم الموافقة عليه بعد لأي وباء.
ومع ذلك، فقد أظهر نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى فيروس كورونا المستجد في الصين، وفقا للأطباء، والشركة تمضي قدما في التجارب السريرية النهائية في آسيا (المعروفة بـ”المرحلة 3″). كذلك استخدم لمعالجة مريض أمريكي واحد على الأقل حتى الآن.
كورونا والجدري
خلال أسابيع من كشف باحثين صينيين عن الفيروس للعامة، تمكن فريق من جامعة تكساس في أوستن من إنشاء نموذج طبق الأصل لبروتيناته الخبيثة، وهي الجزء الذي يتشبث بالخلايا البشرية ويلحق الضرر بها، وتصويرها باستخدام مجهر إلكتروني مبرد.
ويشكل هذا النموذج الآن أساسا للقاح محتمل لأنه قد يثير استجابة مناعية في جسم الإنسان دون التسبب في ضرر، الطريقة الكلاسيكية لتطوير اللقاحات على أساس مبادئ تعود إلى لقاح الجدري في العام 1796.
لقاحات الحمض النووي
عملت إينوفيو، وهي شركة أدوية أمريكية أخرى، منذ تأسيسها في الثمانينات على لقاحات الحمض النووي التي تعمل بطريقة مماثلة للقاحات الحمض النووي الريبي (آر إن إيه) لكنها تعمل في حلقة سابقة من السلسلة.
على سبيل المقارنة، يمكن اعتبار الحمض النووي ككتاب مرجعي في مكتبة في حين أن الحمض النووي الريبي يشبه نسخة من صفحة من هذا الكتاب تحتوي على تعليمات للقيام بمهمة ما.
وقال جيه جوزيف كيم رئيس الشركة ومديرها التنفيذي في بيان: “نخطط لبدء التجارب السريرية البشرية في الولايات المتحدة في أبريل وبعد ذلك بوقت قصير في الصين وكوريا الجنوبية حيث يؤثر تفشي الفيروس على نسبة كبيرة من الأشخاص”.
وأضاف: “نحن نخطط لتقديم مليون جرعة بنهاية العام بالموارد والقدرات الحالية التي نملكها”.
أول تجربة
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول حكومي أميركي قوله إن أول تجربة سريرية للقاح محتمل لفيروس كورونا الجديد جرت أمس الإثنين، في حين ذكرت تقارير أخرى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مهتم بشركة ألمانية تعمل على إنتاج لقاح آخر، ويسعى لضمانه حصريًا لبلاده.
وقالت الوكالة نقلا عن المسؤول -الذي اشترط عدم نشر اسمه لأن الخطوة لم تعلن رسميًا- إن مؤسسة المعاهد الصحية الوطنية بالولايات المتحدة تمول التجربة المذكورة للقاح فيروس كورونا، والتي ستجرى في مدينة سياتل.