شروط حفتر التعجيزية.. مؤشرات لإفشال محادثات جنيف
يأمل الشعب الليبي في أن تسير الأحداث السياسية في البلاد بنهاية الأمر إلى تحقيق كل ما من شأنه أن يعمل على تحسين الأوضاع في البلاد بجميع النواحي اقتصادية وصحية وسياسية إلى ذلك .
مستقبل مظلم للجولة الثانية
وحتى الآن ما زالت مناورات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، تضفي الشكوك على مستقبل الجولة الثانية من المحادثات العسكرية غير المباشرة التي تستضيفها جنيف .
فبعد أن قبلت حكومة الوفاق بالمحادثات، إثر وساطة أميركية، لكن أوساطا ليبية لا تتوقع نجاحها، مقابل الحديث عن وجود ضغوط لأطراف دولية آخرى من أجل إنجاحها .
واشترط ممثلي حفتر في جنيف فك الحكومة لحلفها مع الحكومة التركية لمواصلة المحادثات، ما تقابله ضغوط من أطراف دولية لدفعهم لتليين موقفهم وإرجاء الحديث عن موضوع تحالف حكومة الوفاق مع الدولة التركية .
وتوقفت البعثة الأممية عن قبول مقترحات من الطرفين، وفضلت أن تقدم مقترحا من جانبها يتضمن عدة بنود وافق على أغلبها الطرفان، منها تبادل الأسرى وجثث القتلى.
العودة إلى المساكن
وأفادت البعثة الأممية بأن بنودا أخرى، مثل عودة النازحين إلى مساكنهم في أحياء جنوبي طرابلس لا تزال محل جدل، حيث طالب وفد الحكومة بخلو تلك الأحياء من مظاهر التسلح وانسحاب قوات حفتر إلى مراكز عسكرية خلفية، وهو ما يرفضه ممثلو حفتر .
ومن المتعارف عليه فإن المقترح الأممي “يناقش مسائل جانبية”، وإن “الشرط الأساسي لاستمرار المحادثات هو خروج القوات التركية والمقاتلين السوريين”، وهو شرط يتماهى تماما مع تصريحات حفتر، أمس، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، بمناسبة زيارته المفاجئة للعاصمة الروسة موسكو .
وزعم حفتر أنه “إذا لم تنجح حوارات سويسرا بتحقيق الأمن والسلام لبلادنا وشعبنا ويتم إخراج المتواجدين في البلاد من جنسيات آخرى ويعودوا من حيث تم جلبهم، فبكل تأكيد، القوات المسلحة ستقوم بواجبها الوطني والدستوري في حماية مواطنيها وسيادة الدولة وحدودها من الغزو التركي .
وكانت تصريحات رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، إثر قصف ميناء طرابلس قبل عدة أيام، قد حملت في طياتها تكهنا مسبقا لما ستؤول إليه محادثات جنيف بقوله “نعلم أن حفتر لا يريد سلاما” .
خطوة إيجابية
إن في قرار تعليق الحكومة لمشاركتها في محادثات جنيف، قبل تعهد حفتر بالتزامه بقرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار “خطوة صحيحة وورقة ضاغطة”، لكن “عودتها إلى جنيف لا تعكس إلا انصياعها للضغوط الخارجية رغم أنها تملك عوامل قوة يمكن أن ترجح كفتها، منها موقفها الميداني .
وتعتقد الكثير من الأوساط السياسية المتابعة أن التحركات السياسية الدولية، كمؤتمر برلين من أجل الاتفاق على حل سياسي للأزمة الليبية، جاءت بعد قناعتها بفشل حفتر العسكري، وأن حلفاءه الكبار، مثل فرنسا وروسيا، لم يعد بإمكانهم تقديم المزيد من الدعم السياسي له، وهو ما يرى الحداد بأنه “من أكبر عوامل القوة إذ أثبتت الحكومة أن لديها قوة مكنتها من إفشال مخطط مدعوم من الخارج .
نقل أسلحة إلى حفتر
ولا تزال دولة الإمارات تقيم جسراً جويا من أراضيها لنقل دعم عسكري إلى قواعد ومعسكرات حفتر، فقد أعلنت عملية “بركان الغضب” رصدها وصول طائرتي شحن عسكريتين، انطلقتا من الإمارات، إلى قاعدة عسكرية تتبع قوات حفتر شرقي ليبيا، الجمعة الماضة .
ونشرت العملية، على صفحتها على “فيسبوك”، صورا ومعلومات عن تسجيل وصول طائرتي شحن عسكريتين انطلقتا من قاعدة سويحان العسكرية الجوية في الإمارات العربية المتحدة، إلى قاعدة عسكرية، جنوب مدينة المرج، شرقي ليبيا .