صراعات متجددة بين الوفاق وحفتر.. وقوات اللواء تعاني

جانب من قوات حفتر المصدر قناة العالم
0

منذ ليل أمس الجمعة يشهد محيط العاصمة الليبية طرابلس الجنوبي ومحيط مدينة ترهونة، وحتى فجر اليوم السبت، قصفاً مدفعياً عنيفاً من قبل قوات الحكومة على تمركزات قوات حفتر .

رفض للهدنة

ويأتي ذلك الصراع في الوقت الذي أكدت فيه عملية “بركان الغضب” رفضها لـ”الهدنة” مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر .

وأوضح المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي في قوات الوفاق للعملية عبد المالك المدني بالقول:

” إن المدفعية الثقيلة قصفت قوات حفتر في محور صلاح الدين وجزيرة الشريف جنوب طرابلس، وفي منطقة سوق الجمعة والمصابحة وسوق الخميس امسيحل في محيط ترهونة” .

وأوضح المدني، في تصريح لوسائل إعلام محلية بأن المدفعية الخاصة بقوات الوفاق استهدفت خلال الساعات الماضية موقعاً مهماً لقوات “فاغنر” بمحور عين زاره، جنوب طرابلس، وآخر لقوات الجنجويد محاذياً لكوبري سوق الأحد في محيط ترهونة، “وتم تدمير عدد من مدرعات “تايغر” وآليات مسلحة أخرى” .

وكانت المدفعية قد استهدفت أيضاً تمركزات لقوات حفتر بمحيط معسكر اليرموك جنوب طرابلس .

موقف ضعف

ويرى بعض المحللين السياسيين بأن مواصلة العمليات القتالية في ليبيا يضعف من قوات حفتر بشكل أكبر في الأيام المقبلة، لا سيما مع انقطاع الإمداد الذي كان يحصل عليه الرجل من الحلفاء وتخليهم عنه في الوقت الحالي بسبب انشغالهم بفيروس كورونا في بلادهم .

كما أن عملية “بركان الغضب” أدركت أن قبول حفتر بالهدنة جاء من موقف ضعف، وربما لاختلاس وقت لترتيب صفوفه ودعم أوضاعه المتهاوية شرق البلاد .

كما أن التفاهم الذي أعلن عنه السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، مع رئيس مجلس النواب المجتمع بطبرق عقيلة صالح أظهر “على ضرورة تجنب المحاولات الفردية لإملاء مستقبل ليبيا من جانب واحد وبقوة السلاح، لأن هذا الأمر لا يفيد البلاد بقدر ما يتضرر منه الكثير من الأطراف .

وأجمع صالح ونورلاند على “على ضرورة احترام العمليات الديمقراطية وعدم وجود حلّ عسكري في ليبيا”، وذلك بحسب بيان السفارة الأميركية، مساء أمس الجمعة .

أهداف صالح

وبلا أدني شك فإن الوقت الحالي يسعى فيه عقيلة صالح من أجل تحجيم دور حفتر من خلال صلاحياته كرئيس للبرلمان عن طريق شركاء حفتر الإقليميين والدوليين، وعلى رأسهم مصر وروسيا .

وهو الأمر الذي يعني بأن صالح يدرك جيداً بأنه ليس من صالحه الانسلاخ نهائياً عن حفتر، ولكنه يسعى لأن يكون له دور أساسي في المشهد المقبل، كما أن القاهرة وموسكو تدفعان، من خلال صالح، إلى عودة العملية السياسية للمشهد .

وهدف كليهما في الوقت الراهن بات هو إسقاط حكومة الوفاق، وسدّ الباب بذلك أمام الوجود التركي، لكن من خلال عملية سياسية جديدة تستهدف إعادة تشكيلها وإفراز حكومة جديدة، بينما قفز حفتر قفزة في الهواء من دون نتيجة، بإعلان إسقاط الاتفاق السياسي ليبقى في الساحة منفرداً من دون أعوان في وقت حساس وخطير .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.