طبيب الإنسانية يُبكي الملايين حينما رفض هدية “قلبي اطمأن”

الطبيب المصري محمد مشالي خلال برنامج اطمأن قلبي \ CNN Arabic
0

مجددًا فقز الطبيب المصري محمد مشالي أو كما يحب أن يطلق عليه محبوه لقب طبيب الإنسانية إلى الواجهة من جديد حينما ظهر مؤخرًا في حلقة من برنامج “اطمأن قلبي” الرمضاني.

وأثار الطبيب المصري عواطف الكثيرين من المتابعين حينما رفض بكل عزة نفس الهدية المقدمة من البرنامج الإماراتي والمتمثلة في عيادة مجهزة له، إلا أن طبيب الإنسانية أصر على الرفض ومشددًا على أن حياته وهبها خدمة للغلابة.

10 جنيهات فقط

يبلغ مشالي من العمر (76 عامًا) ويمارس مهنة الطب منذ أكثر من 50 عامًا، ولا تتعدى قيمة تذكرة الدخول إليه الـ10 جنيهات فقط (حوالي نصف دولار) مقابل الكشف، و3 جنيهات فقط عند إعادة الكشف، وأحيانًا بالمجان، رافضًا رفع تسعيرة الكشف بعيادته الخاصة، واهبًا حياته لمساعدة الفقراء.

رفض العرض المغري

وادعى فريق البرنامج أن ثمة حالة طبية طارئة تطلب نزول الطبيب للشارع، لأنه لم يستطع مقابلته بسهولة، وعرض مقدم البرنامج على الطبيب عيادة فاخرة بمنطقة راقية بمدينة طنطا الواقعة في محافظة الغربية بدلتا النيل، حيث يعيش، لكن مشالي رفض العرض وطلب منه التبرع للجمعيات الخيرية وملاجئ الأيتام.

وحظي رد فعل طبيب الغلابة وفقًا لموقع (الجزيرة مباشر)، على إعجاب وإشادة وتفاعل آلاف الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وحققت الحلقة نحو مليونين ونصف المليون مشاهدة على يوتيوب في أقل من يومين.

وقال مشالي: “نشأت فقيراً، لا أريد سيارة طولها 10 أمتار وبدلة بـ10 آلاف جنيه، أنا أي حاجة تكفيني”، وهو ما تسبب في بكاء غيث تعاطفاً مع الطبيب وتقديراً لكرمه ولحبه للفقراء.

ولاقت الحلقة ردود أفعال واسعة من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أثنوا على اختيار مثل هذه الشخصية لتحل ضيفة على البرنامج.

مشالي طبيب الغلابة

أما مشالي الذي يطلق أبناء مدينة طنطا المصرية عليه لقب “ملاك الغربية”، وعُرف أيضًا بـ”طبيب الغلابة” و طبيب الإنسانية و”طبيب المطحونين”، فقد تم تكريمه أواخر العام الماضي، لإنسانيته مع المرضى الفقراء ومحدودي الدخل في ظل الغلاء المتزايد على كل صعيد.

وتخرج مشالي في كلية طب قصر العيني عام 1967، وعمل بالوحدات الريفية كي ينفق على أشقائه الخمسة عقب وفاة والده، وبعد 8 سنوات تزوج وأنجب 3 أبناء تخرجوا جميعا من كلية الهندسة، وبعدما توفى شقيقه ترك له 3 أطفال في المرحلة الابتدائية، تكفل بهم جميعًا حتى تخرجوا من الجامعات، وفقًا لما نقله موقع (الجزيرة مباشر).

دعوات متواصلة

ولعل ما يميز مقدم البرنامج، غيث، أنه يواصل في كل موسم تطوير الأفكار وإصلاح العيوب التي تواجهه في حلقات سابقة، إذ أن الوصول إلى المحتاجين يكون أمراً بالغ التعقيد في كثير من الأحيان .

كما أن هناك فرق كبير بين محتاج ومحتاج آخر، ويكمن هذا الأمر في الطريقة التي يحدد بها منتجوا البرنامج في أحقية الشخص الذي يستحق المساعدة أكثر من شخص آخر .

مواصلة النجاح

بات برنامج (قلبي اطمأن) من أكثر البرامج نجاحاً في الأونة الأخيرة على مستوى الوطن العربي، ولعل ما يجعله كذلك هو أن الفكرة الأساسية له قائمة على مساعدة المحتاجين والمتعففين في شهر رمضان الفضيل .

وحقق البرنامج الكثير من النجاحات في الشارع العربي، إذ تم وصفه بالأفضل على الإطلاق من بين الكثير من المتابعين والنقاد للشأن المجتمعي العربي.

وحتى الآن فإن البرنامج استمر لثلاثة سنوات ولم يعرف أحد هوية المقدم الأساسي فيه والذي يعرف بأسم (غيث) حيث أنه لا أحد يعرف ملامح وجهه، كما أنه يؤمن دائماً بأن السعادة الحقيقة في مساعدة الناس تكمن في العطاء .

ويقول غيث قاعدة ثابتة في شعار البرنامج وهي: (إن الناس للناس وأن الدنيا لا تزال بخير)، وهي عبارة لطالما أثلجت صدور العديد من الشخصيات التي يقابلها غيث في طوافه بدول العالم العربي المختلفة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.