كورونا يقلب أجواء رمضان رأسًا على عقب .. لا تراويح ولا موائد إفطار

أجواء شهر رمضان تتغير مع جائحة كورونا \ TRT World
0

تُعرف أجواء شهر رمضان بالهجة والكثير من العادات التي يتحلى بها المسلمون خلال الشهر الفضيل، وذلك إما من الجوانب الدينية من صلاة التراويح والاعتكاف في المساجد، أو من خلال الجانب الاجتماعي فيما يعرف بموائد الافطار الجماعية بن الأهل، وتحديدًا الموائد التي توضع في في الساحات وخارج المنازل لفائدة عابري السبيل والفقراء.

وخيم انتشار وباء كورونا هذا العام على أجواء البهجة التي تصاحب شهر رمضان الفضيل، بحيث أن هذا الشهر لن يكون كما عهده المسلمون من قبل في العديد من الدول حول العالم.

وبسبب الاجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، ألزمت المساجد في معظم الدول بإغلاق أبوابها في الوقت الذي لا يمكن فيه تقاسم وجبة الإفطار مع أفراد العائلة كما جرت العادة في أجواء مميزة يشوبها الصخب والاحتفال، حتى التجمعات مع الجيران كما في بعض الدول لن تكون موجودة هذا العام وذلك بسبب قانون حظر التجمعات.

فراغ المسجد الحرام

وأول أيام الشهر الفضيل في المملكة العربية السعودية، أظهرت صور التقطت عبر طائرة مسيرة صحن الكعبة ومحيط المسجد الحرام وهما فارغين تمامًا، في ظل انعدام للحركة في مدينة مكة بسبب فرض السلطات حظر التجوال.

وأبدى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يوم الخميس الماضي، عن ألمه جراء بلوغ شهر الصوم في ظل هذه الظروف التي أجبرت الجميع على عدم صلاة الجماعة في المساجد، مشيرًا إلى أنه رغم قساوة هذه الإجراءات على الكثيرين إلا أن الهدف منها هو حفاظ أرواح الناس.

فتح المراكز التجارية

قررت الإمارات العربية المتحدة، إعادة فتح المراكز التجارية، وذلك في إطار تخفيف القيود على الحركة والتنقل والسماح بالخروج من المنازل في النهار، حيث تأتي تلك الإجراءات بعد مرور شهر على اتخاذ إجراءات صارمة تهدف لإيقاف انتشار فيروس كورونا المستحدث.

ومراكز التسوق التي تعج بالمتسوقين خلال رمضان، هي أحد شرايين الحياة الرئيسية في المدن الإماراتية وخصوصا دبي التي تضم “مول الإمارات”، وهو أحد أكبر مراكز التسوق في العالم، وفقًا لما جاء بصحيفة (العرب) اللندنية.

العراق وتونس يخففان الإجراءات

كما قرّر العراق تخفيف حظر التجوال من خلال السماح بالخروج من المنزل في ساعات النهار باستثناء يومي عطلة نهاية الأسبوع.

وفي الجزائر، خففت السلطات من ساعات حظر التجوال، وخصوصا في البليدة قرب العاصمة حيث بدأ انتشار الفيروس في مارس الماضي. واتخذت السلطات التونسية خطوة مماثلة.

التأثير على الفقراء

بلا شك فإن أجواء شهر رمضان هذا العام ستكون متغيرة على الكثيرين، لا سيما الطبقة الفقيرة، والتي تعتمد على الإعانات في المقام الأول، إلا أنه ومع إجراءات العزل فسيكون الملايين من المحتاجين محرومين هذا العام من موائد الإفطار المجانية التي عادة ما تقدّمها المساجد المغلقة هذا العام.

وقال صلاح جبريل في غزة “المساجد مغلقة والذين يساندوننا يمرّون هم أيضا بصعوبات”.

اختفاء الزينة

أما في لبنان وبسبب الإجراءات المتبعة لمنع تفشي كورنا، وكذلك يعيش البلد أزمة اقتصادية طاحنة، فقد تغييرت الأجواء التي اعتاد عليها اللبنانيون في كل رمضان.

واختفت الطقوس من الزينة المعهودة في الشوارع وإلغاء صلوات التراويح واقتصار الإفطارات على أفراد الأسرة الضيقة في ظل حظر التجوال والتزام الحجر المنزلي.

وتشعر أم أحمد (60 عاما) بحزن كبير لأنها لن تستقبل أولادها الستة وعائلاتهم على موائد الإفطار. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية “سنخسر هذه الأجواء الجميلة مقابل الحفاظ على حياتنا وعدم اِلْتقاط عدوى كورونا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.