عقب التصعيد الأخير.. هل أصبحت إدلب منطقة غير صالحة للسكن؟
أشار تحليل لصور تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية أن منطقة إدلب جنوب شرق سوريا، إلى أن أجزاءً كبيرة من المنطقة أصبحت غير صالحة للسكن الآن.
ووفق التقرير الذي صدر عن جامعة هارفارد ومنظمتي “Save the children” و”World vision”، وفقًا لموقع (بي بي سي) عربي، أن حوالى ثلث المباني في بلدتين في منطقة إدلب قد تضررت أو دمرت، عقب التصعيد الأخير في هجمات القوات الحكومية السورية على معقل المعارضة المسلحة.
وأظهرت صور أخرى حقولاً مليئة بمخيمات للنازحين.
مقبرة جماعية
وأدى تفاقم الأوضاع الإنسانية في منطقة إدلب إلى خروج العديد من الأصوات المحذرة من استفحال الأزمة الإنسانية، وهاهي الأمم المتحدة تقول في إحدى تقاريها أنها تخشى من تحول مدينة إدلب إلى مقبرة جماعية في حال استمرار عمليات القتال، مؤكدة على أن عدد المدنيين الذين فروا من الحرب في سوريا خلال الأسابيع العشرة الماضية أكبر بكثير من أي وقت مضى منذ بداية الحرب قبل نحو تسع سنوات.
وتسعى قوات النظام السوري إلى استعادة معاقل كتائب المعارضة بالقرب من منطقة إدلب وحلب، الأمر الذي دفع بالسكان إلى الفرار باتجاه الحدود التركية.
وقال ينس لاركيه من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “إنها أسرع عمليات النزوح نموًا التي شهدناها على الإطلاق في البلاد” وأضاف أن نحو 700 ألف فروا منذ ديسمبر أغلبهم من النساء والأطفال
وفر قرابة مليون مدني من منازلهم منذ شهر ديسمبر الماضي.
تدمير المباني
وأوضح التقرير الذي صدر عن جامعة هارفارد ومنظمتي “Save the children” و”World vision”، على وجود أضرار مماثلة في بلدة “C”، جنوب إدلب أيضاً. حوالى 30 ٪ من المباني قد دمرت كلياً أو جزئياً.
وإدلب هي المنطقة الأخيرة التي تسيطر عليها تنظيمات إسلامية مسلحة وقوات المعارضة، تحاول الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2011.
وتضاف في تدفق النازحين إلى إدلب في السنوات الأخيرة من عدد سكان المحافظة إلى نحو ثلاثة ملايين، بينهم مليون طفل.
استحالة العودة
وأظهرت سلسلة من صور الأقمار الصناعية، التي حللها قسم “سجنال بروجرام ” في مؤسسة “هارفارد هيومانيتريان إينجتيف”، تأثير الهجومين اللذين شنتهما قوات الحكومة في منطقتين في إدلب عام 2017.
وفي المنطقتين اللتين تمت دراستهما، قدّر الباحثون أن حوالى ثلث المباني قد دمر كلياً أو جزئياً، بسبب القصف الجوي والقتال البري.
ومع فرار السكان قبل أو أثناء هجوم القوات الحكومية، تعتقد منظمات الإغاثة أن الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية المدنية الحيوية سيجعل من المستحيل تقريباً على العائلات العودة إلى المناطق في المستقبل القريب، وفقًا للتقرير.
مخيمات المُهجرين
كما أظهرت صور أخرى لمخيمين للمُهجرين في منطقة شمال إدلب وقد تضاعف حجماهما مرتين وثلاث مرات في المنطقة، منذ سبتمبر 2017 وفبراير 2020، بحسب التقرير.
حيث ظهر المخيمان وهما ممتدان على ما كان في السابق أرضاً زراعية. ويبدو في كليهما أن الكثافة السكانية نمت بشكل حاد بين عامي 2018 و2019، مع زيادات كبيرة على مدار العام الماضي.
قصف بلا هوادة
وتؤكد مديرة منظمة Save the children في سوريا، سونيا خوش، أن قصفًا بلا هوادة فيها أفرغ أجزاء كبيرة من منطقة إدلب في غضون أسابيع، وكان لذلك عواقب وخيمة على مئات الآلاف من الأطفال والنساء.
وأضافت “يُحشر نصف مليون طفل في المخيمات والملاجئ على الحدود مع تركيا، دون إمكانية الوصول إلى أساسيات الحياة الكريمة: مكان دافئ للنوم، مياه نظيفة، غذاء وتعليم. تتعرض الأسر للضغط في موقف حرج. والاحتياجات بهذا الحجم تغمر شركاءنا على الأرض فلا يستطيعون تلبيتها”.
وتفاقمت الأوضاع الميداينة في الأسابيع الأخيرة بعدما أرسلت تركيا المزيد من القوات العسكرية إلى منطقة إدلب دعمًا للمعارضة السورية، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة سقط على إثرها المزيد من الضحايا.