عيد الأم .. العالم العربي يحتفل بصمت خشية القاتل الصامت “كورونا”
تأتي مناسبة عيد الأم هذا العام باهتة إلى حدٍ ما، سيما وأنها توافقت مع جائحة كورونا التي ضربت أركان المعمورة وأقلقت مضاجع الجميع.
وفي العالم العربي لم تكن هنالك أي مظاهر للاحتفال بهذه المناسبة التي تأتي في يوم الحادي والعشرين من مارس عند كل عام.
فالغالبية العظمى توجه اهتمامها تلقائيًا إلى ذلك الفيروس القاتل (كورونا) وما احدثه من أضرار بشرية واقتصادية لن تمحى بسهولة من صفحات البشرية.
تغير مظاهر الاحتفال
وتناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تغير مظاهر الاحتفال بمناسبة عيد الأم في ظل الخوف من انتقال عدوى فيروس كورونا الذي بات يهدد معظم دول العالم.
وتحدثت عما وصفته بـ “غياب البهجة” وسط مشاعر الخوف والقلق، والحجر الصحي المفروض وحظر التجول.
ودعا كُتّاب إلى اتخاذ المناسبة فرصة لإعادة ترتيب أولوياتنا.
لعنة العالم الجديدة
يقول موقع “مجموعة الأرز” الإخباري اللبناني: “لا زيارات ولا هدايا… هكذا هو احتفال عيد الأم في لبنان، الذي كان يحظى باحتفالات صاخبة، وفعاليات في مختلف الأنحاء، إلا أنه يبدو أن فيروس كورونا – لعنة العالم الجديدة – فرض واقعاً مغايراً، على هذا الاحتفالية التي ينتظرها العالم من عام إلى آخر”.
لا بهجة أو فرح
وتقول سمر الترك في صحيفة “اللواء” اللبنانية وفقًا لموقع (بي بي سي) عربي: “طل الـ21 من آذار هذا العام من دون أن يحمل في طياته أية بهجة أو فرح وهو الذي طالما كان عنواناً للحب والعطاء، كيف لا؟ وهو يمثل عيد الأم”.
وتضيف: “إلا أن هذا العام يأتي وفي القلب حرقة وغصة، خصوصا وأن الأبناء لن يتمكنوا من معانقة أو تقبيل أمهاتهن والاحتفال بهذه المناسبة كما جرت العادة، وذلك حفاظا منهم على سلامتهن”.
وتشير الكاتبة إلى تضحيات كل من يعمل لمكافحة جائحة كورونا، قائلة: “خير دليل على هذه التضحيات تلك الممرضة لارا حمود التي تعمل في مستشفى رفيق الحريري الحكومي والتي كانت قد تركت والدتها المريضة التي تتعافى من مرض السرطان وأولادها كي تقف جنبا إلى جنب مع زملائها في المستشفى لمواجهة هذا الفيروس وتلبية نداء مهنتها وإنسانيتها ووطنيتها”.
الأم الفلسطينية
وتقول “القدس” الفلسطينية في افتتاحيتها: “الأم الفلسطينية تشكل حالة استثنائية فهي إلى جانب عطائها، تناضل ضد الاحتلال وتقف جنباً الى جنب مع الرجل في المقاومة، وتنجب المناضلين وتشيع الشهداء، وهي مؤمنة بأن الاحتلال مهما تغطرس، فإنه إلى زوال وأن النصر في نهاية المطاف هو لشعبنا الذي لن يستكين”.
خوف وقلق
وتقول ندى أبو نصر في “الأنباء” الكويتية: “مع كورونا اختلف كل شيء حول العالم أجمع… وفي هذه الظروف القاسية والتباعد الاجتماعي تبقى الأم نبع الحب، والأمهات في هذه الأيام يعشن الخوف والقلق على مصير أبنائهن، سواء كن ربات منازل أو موظفات أو عاملات، فأعينهن شاردة دائما على صحة أطفالهن وعلى مستقبلهم الدراسي المعلق وعلى الأوضاع الاقتصادية خوفا من الانهيار”.
إنذار للصحوة وتقول إيمي بيتاوي في موقع وكالة “عمون” الأردنية: “إن تفشي هذا الوباء الذي أجبرنا على عدم التواصل وجهاً لوجه مع أهلنا وأحبائنا وأصدقائنا والشعور بالعزلة والضجر والخوف هو ‘إنذار للصحوة‛ فلنستغله لمواجهة ومراجعة أنفسنا وتقييم حياتنا. وأتمنى أن يكون هذا التقييم كفيل بأن يُرجع هؤلاء الأبناء لصوابهم ليشعروا بأمهاتهم اللواتي ضحين بالغالي والنفيس (أعمارهن، وصحتهن) لتربية أبنائهن”.